فى خضم الفاجعة، وبينما الجميع مشغولون، بعدد الضحايا والاتصال بقوات الدفاع المدنى، كان هناك شباب صغير السن كبير الهمة، يتحرك بمفرده وسط الأنقاض، مستخدماً يده كرافعة للبحث عن أحياء تحت الأنقاض، دون أن ينتظر أمراً من أحد، أو تعليمات من مسئول، فقط تحركه نخوة ابن البلد وضمير الإنسان. محمد عاطف، شاب عشرينى، خلع قميصه فور انهيار العقار، بادئاً بتحرك فورى، ليتمكن من إنقاذ رجل وطفل، من تحت الأنقاض، دون أن يشعر به أحد، أو يهلل له جمهور. عاطف ومعه إسلام عيسى 18 عاماً، حملت نظراتهما ألماً وأملاً طوال 6 ساعات من رفع الأنقاض، إلا أن المميز فيهما هى تلك النظرة الثابتة، والمتوقدة، التى لم تغير وجهتها، صوب كاميرا، أو تسجيل، فقط ثبتت فوق هذا الركام، لتنتقل منه إلى المعدات القادمة، وتشرح لها خارطة الطريق للتعامل مع هذه الحارة الغريبة فى تكوينها. ورغم حر الصيف وارتفاع الرطوبة الشديد، كانت شرفات الأهالى فى المبانى المجاورة تلقى بزجاجات المياه المثلجة لهؤلاء الشبان فى مشهد يوضح كيف يعيش أهالى الأحياء الشعبية فى تضامن، يحرج أجهزة الدولة التى تتأخر فى «تضامنها الرسمى معهم». مساعدات عاطف وإسلام كشفت مدى احتياج قوات الدفاع المدنى وأجهزة الدولة للموارد البشرية والجهود الشعبية التى فقط تحتاج إلى تدريب على أساليب الإسعافات الأولية، لتكمل بطولاتها بطريقة كاملة. أخبار متعلقة: «الوطن» تعيش ليلة الموت والرعب مع أهالى حارة البطارية فى الإسكندرية حارة «البطرقية».. مائة عام من العزلة وسط الإسكندرية ضبط أحد المتهمين فى انهيارات الإسكندرية مسئول بحى غرب يتهم مقاولى الإسكندرية بهدم العقارات عمداً لإعادة بنائها مصرع شخصين فى انهيار مبنى شركة الملح بالإسكندرية الاستثمار العقارى: الإنشاء المخالف مستمر فى الإسكندرية رغم توالى الانهيارات لجنة الإسكان فى الغرفة التجارية: 95% من عقارات الإسكندرية مخالفة