وسط بكاء وذهول وصراخ، واصلت قوات الدفاع المدنى والقوات المسلحة عمليات الإنقاذ ورفع الأنقاض، للبحث عن أحياء تحت ركام العقارات المنهارة فى حارة البطارية بمحافظة الإسكندرية لليوم الثالث على التوالى، حيث وصل عدد الضحايا إلى 19 متوفيًا، بينهم طفلة رضيعة، و7 مصابين. ووقف العشرات من الأهالى أمام العقارات المنهارة يتابعون عمليات استخراج جثث ذويهم من تحت الأنقاض، حيث افترشوا الطرق والشوارع المؤدية إلى مكان الحادثة فى انتظار خروج ذويهم، بينما وقفت سيارات الإسعاف فى وضع الاستعداد لخروج أى شخص من تحت الهدد. وتم حتى الآن استخراج جثث كل من: أسماء على أحمد، 35 سنة، وأمل على أحمد، 13 سنة، ومنى حسن على، 40 سنة، وفاطمة حسين عبد المجيد، 65 سنة، وهدير محمد بدر، 10 سنوات، وسعدة عبد النبى، 65 سنة، ومنال بلال، تبلغ من العمر عامًا، وإحسان أحمد عبد الحق، 74 سنة، بالإضافة إلى مَن تم استخراجهم فى اليومين الأول والثانى للحادثة. ووسط حالة الذهول، وقف خالد رمضان صاحب المخبز البلدى الموجود تحت أحد العقارات المنهارة يراقب عمليات إزالة الأنقاض للبحث عن العاملَين اللذين كانا يعملان فى المخبز وقت انهيار العقارات وهما: خلف، 60 سنة، وفتحى، 50 سنة، بينما وقفت ابنة أحد العاملين تصرخ وتنادى على والدها من تحت الأنقاض. عدد من أهالى المنطقة، اتهم الجهات المعنية والمسؤولة عن العقارات المخالفة التى انتشرت عقب اندلاع أحداث الثورة المصرية، وأصبحت تشكل «رعبًا» للمواطنين، نظرا إلى عدم اتخاذ كل الإجراءات القانونية والرادعة، حيث إن أى عقار مخالف لا يشكل خطرًا على سكانه فقط، بينما يشكّل خطرًا على العقارات المجاورة والمارة فى الشوارع الموجودة فيها تلك العقارات، متسائلين: أين مسؤولو الأحياء فى أثناء بناء تلك العقارات وبيعها؟ بينما تباشر النيابة العامة التحقيقات، حيث قررت ضبط وإحضار كل من: أحمد محمد مالك العقار، وإبراهيم معوض وشهرته إبراهيم رزق أحد الصادر بشأنهم قرار الإزالة للعقار المشار إليه، وتشكيل لجنة خماسية من كلية الهندسة-جامعة الإسكندرية، ومديرية الإسكان، لإجراء المعاينة اللازمة وإعداد التقرير اللازم فى هذا الشأن، والتحفظ على مكان العقارات المنهارة وتعيين الحراسة اللازمة عليها إلى حين انتهاء اللجنة من أعمالها، وحصر كل الممتلكات التى يتم العثور عليها وتحديد مالكيها. كما أمرت نيابة غرب الإسكندرية بانتداب قسم الأدلة الجنائية لإجراء المعاينة اللازمة وإعداد التقرير اللازم فى هذا الشأن، وحضور كل من رئيس حى الجمرك والمدير الإدارى للحى ومهندس التنظيم المختص إلى جلسة التحقيق، والاستعلام من الحى عن الأرقام القضائية لمحاضر المخالفات المحررة بشأن العقارات المنهارة وعن التراخيص الصادرة بشأن العقارات المنهارة. وتم ضبط المدعو محمد محمد إبراهيم، أحد الصادر بشأنهم قرار الإزالة للعقار رقم 48 بشارع القبو الغربى ملك المدعو أحمد بركات، الذى انهار على عدد «4» عقارات مجاورة «بناء قديم» مما أدى إلى انهيارها. كما قررت النيابة العامة انتداب مفتش الصحة لتوقيع الكشف الطبى على جثث المتوفين والتصريح بالدفن. «فى يوم وليلة»، ليست مقطع أغنية، بينما هى حال العقارات التى بُنيت عقب الثورة، قال محمد عبد المقصود أحد المواطنين، إن «المقاولين وأصحاب العقارات الجديدة يقومون بشراء العقارات القديمة المتهالكة من أصحابها ويهدمونها ثم يبدؤون فى البناء دون وضع الأساسات اللازمة التى تحمى هذه العقارات من الانهيار، فيقومون بالعمل ليل نهار لبناء العقار، فيبنى الدور الواحد فى العقار فى يوم وليلة». تعود الواقعة عندما تلقى اللواء خالد غرابة مدير أمن الإسكندرية، بلاغًا يوم السبت الماضى، يفيد انهيار العقار رقم 48 الكائن بشارع القبو الغربى المكون من 11 دورًا، الذى تم إنشاؤه حديثًا، ملك المدعو أحمد محمد أحمد، 42 سنة، وشهرته «أحمد أكبر»، وله معلومات جنائية مسجلة، مقيم بدائرة القسم، على عدد «4» عقارات مجاورة بناء قديم مما أدى إلى انهيارها، ووقوع عديد من الضحايا بين مصاب ومتوفى.