أكد السفير محمد مصطفى كمال، سفير مصر بباريس، اليوم، أن المصريين لن يستسلموا أبدا لقوى الظلام، التي تحاول عرقلة مسيرتهم نحو المستقبل، جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده السفير المصري اليوم، لشرح حقيقة ما يحدث في مصر منذ الثلاثين من يونيو الماضي، أمام وسائل الإعلام المصرية والعربية والفرنسية والعالمية، وذلك بمقر سفارة مصر بباريس. وقال السفير إن مصر تمر حاليا باختبار صعب، ولكن المصريين لن يستسلموا أبدا، وهم متوحدون اليوم أكثر من أي وقت مضى، لمواجهة هذا الاختبار، مشيرا إلى أن مصر تمر اليوم بأزمة، ولكنها ستخرج منها أكثر قوة وأكثر وحدة، بفضل عزيمة شعبها وصلابة مؤسساتها وبدعم أصدقائها. واستعرض السفير المصرى بعض النقاط الرئيسية فى خارطة الطريق، (خارطة المستقبل)، والتي تم بموجبها تسليم السلطة إلى رئيس المحكمة الدستورية العليا، (المستشار عدلي منصور)، ليصبح رئيسا انتقاليا للبلاد حتى انعقاد الانتخابات الرئاسية الجديدة، وذلك وفقا للمبادئ الدستورية الراسخة في عدد من البلاد، ومن بينها مصر. وأضاف أن الخطوة الأولى من خارطة الطريق انتهت بالفعل، حيث أعلنت الرئاسة المصرية أمس، انتهاء أعمال لجنة الخبراء القانونيين، المكلفين بإعداد التعديلات اللازمة للدستور. وفيما يتعلق بالمصالحة الوطنية، أشار السفير إلى أن السلطات شكلت لجنة للحوار الوطني، مفتوحة أمام الجميع دون إقصاء، ولكن هناك البعض الذي رفض المشاركة بها، موضحا أن تلك اللجنة تواصل أعمالها من أجل إقناعهم بتغليب الحوار على المواجهة، وتغليب مصالح الوطن على المصالح الحزبية. وأكد أن السلطات المصرية تلتزم بتطبيق كافة الخطوات التي نصت عليها خارطة الطريق، لاسيما فيما يخص المصالحة الوطنية، وتبقى السلطات على قناعة بأن الحوار الجامع لكافة الفصائل وتيارات المجتمع المصري، يعد السبيل الوحيد لتحقيق المصالحة، التي ستسمح للبلاد بالتقدم. وأوضح أن المصريين لن يقبلوا أبدا بالحوار مع من تلطخت أيديهم بالدماء، وأن العدالة هي التي ستقرر مصيره هؤلاء. واستعرض سفير مصر بفرنسا، الأحداث الإجرامية والإرهابية التي شهدتها البلاد، عقب فض اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر، بالإضافة إلى العمليات الإرهابية التي تشهدها سيناء، ولاسيما الاعتداء الغاشم الذي ارتكبه "جهاديون يتحالفون مع جماعة الإخوان المسلمين"، الذي أسفر عن مقتل 25 جنديا من عناصر الشرطة، أمس الأول، برفح. وأوضح السفير أن عدم الإدانة بأشد العبارات لتلك العمليات الإرهابية، يعني تشجيعها، كما يوفر لها غطاءا سياسيا، بالاضافة إلى أن صمت الإعلام، والضغوط التى يمارسها بعض اللاعبين الدوليين، توفر أيضا هذا الغطاء. وردا على سؤال حول الاجتماع المنعقد في هذه الأثناء ببروكسل، بشأن الأزمة المصرية، أكد السفير أن العلاقات المصرية مع الاتحاد الأوروبي، هي علاقات تاريخية، استغرقت أربعة عقود لتوطيدها، حتى وصلت إلى مستواها الحالي، وأنها تقوم على الندية والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وأنها تخدم مصالح الطرفين. وأكد السفير أنه لا يوجد في مصر سجناء سياسيين، ولكن سجناء تم احتجازهم في قضايا قانونية، وأنه على المؤسسات القانونية ذات الكفاءة أن تتخذ قراراتها في هذا الشأن. وفيما يتعلق بالرئيس الأسبق حسني مبارك، قال السفير إن مبارك محتجز لعدة قضايا، وأن القرار الذي اتخذته المحكمة، اليومين الماضيين، يتعلق بأحد هذه القضايا، مشيرا إلى أن مبارك أصبح مواطنا عاديا، يواجه العديد من القضايا التي تنظرها العدالة، وأنه لا أحد يتدخل في عمل القضاء المصري.