قرية حوض أبوعايش، جنوب بورسعيد، حالة خاصة جداً وفريدة من نوعها لأن عدم وجود مدرسة أو مدرسين ثانوى بالقرية جعل الطالبات يعتمدن على أنفسهن فى المذاكرة «على الطبلية» والاستغناء عن الدروس الخصوصية فى مرحلة الثانوية العامة.. طالبات قرية حوض أبوعايش تحولن إلى طالبات ومدرسات فى الوقت نفسه لأنهن يعتمدن على أنفسهن فى تحصيل الدروس بعيداً عن الدروس الخصوصية. تقول إسراء عبدالناصر، طالبة بالصف الأول الثانوى، إن القرية نائية وليس بها مدارس ثانوى عام ويوجد مدرسة شهداء يناير الثانوية المشتركة للبنات والبنين وتخدم قرى الجنوب كلها وتبعد عن قريتنا 5 كيلو واتفقنا مع مينى باص يأخذنا من القرية إلى المدرسة ونصل الساعة 9 صباحاً بعد بدء الدراسة بساعة، والمدرسون من القرية والمنزلة وبورسعيد لذلك يتأخر مدرسو بورسعيد بسبب بعد المسافة بين القرية والمدينة مما يدفع مدرسى القرية لمراجعة الدروس السابقة للطلبة حتى يحضر باقى المدرسين ويشرح الجميع للطلاب المنهج فى وقت واحد، لكن الوقت لا يكفى فالحصة لا تصل إلى نصف ساعة وفى الواحدة ظهراً ينصرف جميع الطلاب ونحن مع مدرسى بورسعيد والمنزلة أما مدرسو القرية فيمكنهم أن يشرحوا لأبناء قرية أم خلف ما يحتاجونه بعد انتهاء اليوم الدراسى. «إسراء»: «لا نأخذ دروساً ونعتمد على أنفسنا» و«آية»: «بنذاكر بشكل جماعى على الطبلية» وتكمل: «نذاكر مع بعضنا لعدم وجود دروس خصوصية حيث أقرب مكان للدروس فى القنطرة بالإسماعيلية وهى بعيدة عن القرية وتحتاج مصروفات مواصلات وثمن الدرس والأهالى يعملون بالزراعة والصيد وفلوسهم قليلة»، مضيفة أن المدرسين يتعجبون لما نقول لهم «نحن لا نأخذ دروساً ونعتمد على أنفسنا». وتكمل: نتجمع فى محل كان مخصصاً لصيدلية ونذاكر فيه على «الطبلية» براحتنا لأن صوتنا بيكون عالى لنحفظ المنهج وحتى لا نزعج الأهالى فى المنازل، وفى وجود ظروف صحية أو طارئة لأى طالبة نذاكر فى منزل أو مكان آخر ونستمر حتى العشاء وأحياناً نأكل «تصبيرة» (غداء سريع) حتى لا نتكاسل أو نضيع الوقت فى تناول وجبة الغداء. وتقول سما حمدى: اشترينا كتباً خارجية لتساعدنا فى المنهج الصعب، و«إسراء» تذاكر لنا العربى وأنا وبسنت على نذاكر لهن اللغة الإنجليزية وفايزة داوود تذاكر لنا الرياضة والفيزياء، وبسيمة نصار الدراسات واللغة الفرنسية، واتفقنا أن نذاكر المنهج لأبناء القرية الذين سيلحقون بنا فى السنوات المقبلة. وتقول آية السيد: نعتمد من الابتدائى على الشرح لبعضنا بنفس الطريقة لكن منهج الثانوى العام صعب جداً علينا ونأمل فى تحقيق أحلامنا حيث أتمنى أن ألتحق بكلية العلوم وأتفوق فيها. وتحكى بسيمة نصار أن القرية لا تقتنع بتعليم البنات وتفضل الزواج المبكر لهن وقصر التعليم على الذكور، الأمر الذى شكل صعوبة كبيرة فى إقناع أهلهن بالتعليم وإنهاء المرحلة الإعدادية، مضيفة: أغلبنا تعلمنا بنظام المنازل لأننا كنا فى مدرسة محمود نبيل الابتدائية والإعدادية المشتركة وكنا نروح العصر بعد انتهاء المرحلة الابتدائى ولأنه كان حولنا عمال يعملون فى البناء رفض أولياء أمورنا إتمام المرحلة الإعدادية واضطر أغلبنا للتعليم بنظام المنازل وكنا نعتمد فى المذاكرة بنفس الأسلوب على نفسنا وطالبتان تذهبان للمدرسة بصحبة أبويهما فتذاكران لنا ما أخذتاه، وحققنا الدرجات النهائية وكنا من الأوائل.