عاشت السويس، ساعات عصيبة مساء أمس الأول وحتى الساعات الأولى من صباح أمس (السبت)، ولم يسمع الأهالى إلا أصوات طلقات الرصاص هنا وهناك، حيث شهدت المحافظة حرب شوارع بين قوات الجيش الثالث ومؤيدى الرئيس المعزول وعناصر الإخوان المسلحة، فى ظل إصرار الجماعة على الاعتصام بميدان الشهداء، وإعلانهم تحدى حظر التجول. نجحت القوات فى فض الاعتصام، وأطلق أعضاء من الإخوان المسلحين النار بشكل عشوائى على المواطنين بالشوارع، وانتشرت حالة الكر والفر فى الشوارع المحيطة بالميدان. وأسفرت المواجهات عن سقوط 14 قتيلاً، وإصابة 56 آخرين. تمكنت قوات الجيش من إلقاء القبض على 12 عنصراً مسلحاً أطلقوا النار على الأهالى والقوات، وتبين أن 9 منهم من مسجلى الخطر، استعانت بهم جماعة الإخوان لنشر التخريب والفوضى مقابل مبالغ مالية. وقررت النيابة العسكرية حبس 70 من مؤيدى المعزول لمدة 15 يوماً، بتهمة إطلاق النار على الجيش والتسبّب فى مقتل مواطنين وإشعال النيران فى 5 مدرعات للجيش وكنيستين ومحلات وسيارات مملوكة للموطنين. ولأول مرة فى السويس تطلق عناصر إرهابية قذيفة «آر بى جى» على قوات الجيش بمنطقة المثلث، لم تسفر عن أى خسائر، فيما بدأت عملية التمشيط الأمنى لقرية كبريت، للبحث عن عناصر إرهابية، قيل إنهم دخلوا محافظة السويس، قادمين من الفيوم. شهدت الشوارع المحيطة لميدان الشهداء بمحافظة السويس، حالة من الكر والفر واشتباكات عنيفة بين عناصر الإخوان المسلحة، ومؤيدى الرئيس المعزول «مرسى» من جانب، مع قوات الجيش من جانب آخر، عقب فض قوات الجيش اعتصام المؤيدين بالميدان لتطبيق قرار حظر التجول. وقال شهود عيان إن الاشتباكات نشبت بين القوات والإخوان، بسبب رفض الجماعة مغادرة ميدان الشهداء والالتزام بقرار حظر التجول، مما تسبّب فى نشوب الاشتباكات بين الجانبين، وإن أعضاءها المسلحين، هم من بادروا بإطلاق الأعيرة النارية على قوات الجيش، وإطلاق النيران بشكل عشوائى على الأهالى. وأعلنت مديرية الصحة بالسويس، أن حصيلة الاشتباكات، التى دارت أمس بمحيط شارع الشهداء وصلت إلى 14 قتيلاً، و56 مصاباً، جميعهم مصاب بطلقات نارية، وتم نقل القتلى إلى مشرحة السويس، والمصابين تم توزيعهم على مستشفى السويس العام والتأمين الصحى، ودخول بعضهم غرفة العمليات لإجراء جراحات عاجلة لهم نتيجة خطورة إصابتهم. وأكد مصدر أمنى بالسويس إطلاق مجهولين، بعد منتصف ليلة أمس الأول، قذيفة «آر بى جى» على قوات الجيش الثالث، أثناء مطاردتهم للإخوان، الذين خرقوا حظر التجول. وأوضح المصدر أن القذيفة أطلقت بشكل عشوائى ولم تتسبب فى أى خسائر بالأرواح أو مركبات الجيش، فى حين قال شهود عيان من سكان مدينة المثلث، إنهم سمعوا دوى انفجار قوى من جراء إطلاق تلك القذيفة، هز المدينة بالكامل وأصاب المواطنين بحالة من الرعب، تبعها سماعهم، أصواتاً لتبادل إطلاق النيران، لم يحددوا مصدرها. من جانبها، نجحت قوات الجيش الثالث خلال أحداث العنف أمس، فى القبض على 12 من الإخوان، وبحوزة بعضهم أسلحة نارية. وأكد مصدر أمنى، أنه بالتحرى عن المضبوطين تبين أن من بينهم 9 سوابق ومن مسجلى الخطر، استعان بهم الإخوان، اعترفوا بتلقيهم أموالاً من قيادات الجماعة بالسويس، مقابل نشر الفوضى بالشوارع وتخريب المنشآت الحيوية وإشعال النيران فى الكنائس. فى نفس الإطار قررت النيابة العسكرية بمحافظة السويس، حبس 70 من أعضاء جماعة الإخوان، 15 يوماً، عقب تحقيقات مستمرة معهم استمرت لمدة 48 ساعة. ووجهت النيابة العسكرية للمتهمين، تهم حيازة أسلحة نارية دون تراخيص، وإطلاق النار الحى على قوات الجيش والشرطة، وحرق 5 مدرعات تابعة للجيش الثالث، وحرق كنيستين ومدرسة وعدد من المحلات ونشر الفوضى والتخريب فى شوارع المحافظة. واستمراراً لعملية التأمين بالسويس، استقبلت مساء أمس مديرية أمن السويس، 35 ضابط شرطة، من القاهرة، دفعت بهم وزارة الداخلية لتعزيز القوات بالمديرية لمشاركة قوات الجيش والشرطة فى تأمين المنشآت الحيوية والمواطنين. وكشف المصدر أن الأجهزة الأمنية بدأت فى تمشيط قرية كبريت بالقطاع الريفى بحى الجناين، لورود معلومات تؤكد أن القرية تختبئ بها خلية إرهابية مسلحة، قدم عناصرها من محافظة الفيوم، بجانب تمشيط الفنادق والشقق المفروشة بالمحافظة، للبحث عن عناصر تخطط لأى أعمال إرهابية بالمحافظة.
