المعدات النيلية بسوهاج أو كما يطلق عليها (النعوش العائمة) الوسيلة الوحيدة للكثير من القرى والجزر النيلية بالمحافظة، والتي يحيي عليها مئات الآلاف من المواطنين، ويحمل الكثير منهم روحه على كفه عندما يقوم في الصباح ليتوجه إلى عمله أو العودة في المساء، وكذلك طلاب المدارس أو الجامعات، الجميع يعانون نفس المعاناة ويشربون من نفس الكأس (كأس الخوف والرعب )عنما يستقلون العبارة لتقلهم من بلدتهم إلى الجهه الأخرى والعودة. عاشت (الوطن) مع أهالي قرية الخزندارية بطهطا رحلة الموت، كما يطلقون عليها، ذهابا وعودة، في البداية يقول عادل عبد العظيم (موظف) من أهالي الجزيرة "إننا نعيش يوميا رحلة عذاب حتى نتمكن من الذهاب إلى عملنا، في مدينة طهطا أو سوهاج، أو السفر إلى أي مكان، فنحن في الجزيرة معزولون تماما عن المحافظة، حيث يسرع الجميع للعودة إلى المنازل قبل أن تدق الساعة تمام الخامسة مساء، حيث لا توجد أي وسيلة مواصلات أخرى بعد توقف العبارة عن العمل فضلا عن كم الحدوث التي تقع بين الحين والآخر، ويكون الأمر صعبا وخطيرا إذا نشب حريق بالجزيرة، وهو ما قد يحدث في أي وقت، ويتطلب سرعة حضور سيارات الإطفاء من جل إخماد الحريق وإنقاذ الأرواح والممتلكات". ويتساءل "إلى متى سيظل المقيمون في مثل هذه القرى والجزر يعانون الأمرين في الانتقال من وإلى الجزيرة، في ظل وجود عبارات قديمة ومتهالكة تنقل المواطنين والبضائع والمواشي والسيارات والتكاتك". ويشير أيمن محمد محمود من سكان الجزيرة، إلى أنه لا يستطيع وصف حالة انتظار المرضى لموعد العبارة كل 3 ساعات، والكارثة الكبرى إذا تعطلت هذه العبارة، حيث تتوقف الحياة تماما ويصبح سكان الجزيرة في عزلة عن العالم"، ويؤكد أن المعدية "لا يوجد بها وسائل أمان كافية ويستقلها بجانب المواطنين حمولات تزن الأطنان يوميا فضلا عن السيارات المحملة بالبضائع، والتي تزيد حمولتها أضعاف مضاعفة من المسموح به، ما يشكل خطورة على حياة المواطنين". وأشار إلى أنه "في حالة حدوث عطل للعبارة يلجأ أهالي الجزيرة إلى المراكب واللنشات وهي أخطر مائة مرة من العبارة، فضلا عن قيام أصحابها باستغلال الموقف ويقومون بتحصيل رسوم زائدة عن التي يتم دفعها في العبارة، وهو ما يمثل عبئا إضافيا على كاهل الموظف ورب الأسرة، بخاصة وأن معظم أهالي الجزيرة موظفين وعمال دخولهم المادة محدودة وبسيطة ومتدنية للغاية، حيث يقوم بتحصيل مبلغ 5 جنيهات عن التوك توك ومبلغ 20 جنيها للسيارة و3 جنيهات عن الفرد الواحد". ويؤكد السيد محمد محمد تمام (ميكانيكي العبارة) أن العبارة في عطل مستمر وأنها تعمل يوم وتتوقف 3 أيام، وأن المرسي الشرقي والغربي غير صالحين نهائيا للإرساء عليهما، وأنه تم مخاطبة المسؤولين ورئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة طهطا ولكن أذن من طين والأخرى من عجين". وأضاف أن "هناك عبارة موجودة في القاهرة اسمها (التحرير) جاهزة للعمل منذ أكثر من عام، لكن حتى الآن لا نعلم سبب عدم وصولها للمرسى لإنقاذ حياة المواطنين". ويشير أحمد عبد المحسن أحمد (محصل تزاكر العبارة) إلى أنه "بسبب سوء المرسى سقطت العديد من السيارات غرقا في نهر النيل، ومات من كان بداخلها، وكان آخر تلك الحوادث منذ أسبوع عندما سقطت سيارة ملاكي وغرق 3 أشخاص كانوا يستقلونها. وأضاف أن العاملين بالعبارة "غير مثبتين على الرغم من أنهم يعملون منذ أكثر 10 سنوات، ومع كل هذه المخاطر التي يتعرضون لها يوميا، فإنهم يتقاضون مرتبات زهيدة عبارة عن 350 جنيها شهريا، وأنهم رفضوا تنظيم إضراب عن العمل مثل زملائهم في مدينة طما، والمستمر منذ أسبوع مضى وحتى الآن، وهو ما أدى إلى قيام المواطنين من أبناء طما بالحضور إلى جزيرة الخزندارية للركوب العبارة لنقلهم من الشرق إلى الغرب حتي لا نحمل أهالي الجزيرة أكثر من طاقتهم لأنهم في الأول والآخر أهلنا". وتوجهت "الوطن" إلى أحد المسؤولين محمد عبد الله البقار رئيس الحملة بمجلس مدينة طهطا، والذي أكد على عدم أحقية أهالي الجزيرة في شكواهم وأنهم يحمدون ربهم أن الوضع الحالي "كويس عليهم وزيادة حبتين"، وأنه عندما يحدث عطل للعبارة ليست مسؤوليته وأنها مشكلة الآهالي وعليهم حلها بطريقتهم، "واللي مش عجبه العبارة ومعه فلوس محيراه يروح يركب المراكب أو اللنشات بفلوس زيادة"، وأن حالات الغرق التي حدثت "دي أعمار وليس لنا دخل فيها". وأضاف (وبطريقة بها تهكم وسخرية) "الآهالي عوزينا كمان نمنع عزرائيل من ممارسة عمله اللي ربنا خلقه عشانه". وفي النهاية، طالب أهالي جزيرة الخزندارية بطهطا المسؤولين وعلى رأسهم الرئيس محمد مرسي سرعة إيجاد حل لهذه الكارثة، مثل إنشاء كباري تربط بين الجزر النيلية وبقية المدن، بخاصة أن تلك الجزر يسكنها مئات الآلاف من المواطنين من أبناء المحافظة ولهم حقوق مثلهم مثل باقي المواطنين وحرصا على سلامة وأرواح المواطنين.