لم يجد الإخوان أمامهم إلا إشعال الحرائق فى عدد من الكنائس بالمحافظات، رداً على فض اعتصامى «رابعة والنهضة»، لإشعال الفتنة الطائفية، وإشغال الرأى العام عما يفعلونه من عنف وإطلاق رصاص، فى شوارع القاهرة. فى السويس، أشعل أنصار الإخوان النيران فى مدرعتين، إحداهما كانت أمام كنيسة الراعى الصالح بشارع الجيش، والثانية أمام مدرسة الفرنسيسكان، التى يمتلكها الأقباط، كما أشعلوا النيران فى المدرسة والكنيسة، ومحلات تجارية يمتلكها أقباط. وفى المنيا أشعلوا النيران بالكنيسة الإنجيلية بشارع جاد السيد، بحى أبوهلال، وقطعوا الطريق الزراعى مصر - أسوان، بجميع مراكز المحافظة ال9، فيما تصدت أجهزة الأمن لمحاولات اقتحام مطرانية ملوى للأقباط الأرثوذكس. وأضرم عدد من الصبية المدفوعين من أنصار الإخوان، النيران بكنيستين بقرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس، جنوب المحافظة، حسب تأكيد القس أيوب صالح راعى كنيسة مارجرجس، للأقباط الكاثوليك بقرية دلجا بالمنيا، واعتدوا على منازل الأقباط بالقرية، وقذفوا كنيسة مارجرجس والعذراء والإصلاح بالحجارة. وفى الفيوم، أكد شهود عيان بقرية النزلة التابعة لمركز يوسف الصديق، أن عدداً من أنصار الإخوان بالقرية، أحرقوا كنيسة السيدة العذراء، بعد أن استولوا على الكتب الدينية التى كانت موجودة بها، فيما احترقت كنيسة مارجرجس. وأحرق الإخوان بالإسكندرية الأكشاك الخاصة بتأمين مقابر الأقباط بالشاطبى، فيما أضرم المئات النيران فى محل ملابس وفندق سياحى يملكه أقباط فى الأقصر. واعتدى الإخوان على نجل نجيب جبرائيل، محامى الكنيسة الأرثوذكسية بمصر، رئيس الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان، أمام مسجد النور بالعباسية، وحطموا سيارته، وقال «جبرائيل»: «الإخوان الآن يلعبون على أضعف وتر، وتر الفتنة الطائفية فى مصر»، معتبراً أن اللعبة «مكشوفة» وأن المسلمين والمسيحيين يعرفون يقيناً أنها وقيعة، لكنه عاد ليقول: «الأقباط يدفعون الثمن، فاتورة باهظة»، مبدياً خوفه من تكرار ظاهرة نزوح الأقباط إلى الخارج كما حدث فى عهد «مرسى»، قائلاً: «نطالب الحكومة بحماية أكبر للأقباط». من جانبها، أطلقت حركة «تمرد» حملة لحماية الكنائس عبر لجان شعبية، وقالت مى وهبة، المتحدثة الإعلامية للحملة: «المسلمين قبل المسيحيين لازم ينزلوا يحموا الكنايس فى مصر كلها تحسباً لوقوع هجمات إرهابية من جانب جماعة الإخوان المسلحة، لإحداث فتنة طائفية، نريد تفويت الفرصة عليهم، الحملة أهابت بالمواطنين تشكيل لجان شعبية لحماية بيوتهم والكنائس الموجودة لديهم من الهجمات الإرهابية، وأن يكون الجميع على أهبة الاستعداد». وأضافت «مسئوليات الشرطة عديدة، والجيش والشرطة لن يستطيع أى منهما أن يصمد وحده، وعلى المصريين جميعاً، جيش وشرطة وشعب، أن يتكاتفوا لمواجهة إرهاب الإخوان». وعن مسلسل حرق الكنائس، قال عمرو درديرى، أحد أبناء محافظة سوهاج، إنه استيقظ من نومه فى السابعة صباحاً، على أصوات طلقات نارية وخرطوش وكر وفر وصرخات، وأول ما قابله عند خروجه كان خبر «عاجل: قامت قوات الأمن بفض اعتصامى رابعة والنهضة»، على التليفزيون، قبل أن يتصل به أحد أصدقائه صائحاً «سوهاج خربانة». وأوضح شاهد العيان أنه توجه إلى وسط البلد، حيث ميدان الأوبرا، فوجد المئات من الملتحين، يحاولون اقتحام كنيسة مارجرجس، التى تعد من أكبر الكنائس، واقتحموها، كما نجحوا فى إحراق عدد من سيارات الشرطة.