سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مستشفى «57357»: أهالى يزورن أبناءهم.. ومتطوعون يحتفلون مع المرضى بالعيد «منة الله» ارتدت فستان العيد واحتفلت مع «التمريض».. و«أيمن» ينتظر أقاربه للاحتفال معهم
استيقظت الأم منذ الصباح الباكر، أدت صلاة العيد مع جيرانها وعادت إلى منزلها تتابع احتفالات الأطفال والكبار بعيد الفطر المبارك، هذا شاب بدأ فى الاحتفال على طريقته مع أصدقائه بضرب «البمب والصواريخ والشماريخ»، وتلك سيدة تشد على يد طفلتها وبجوارها زوجها يوزع «العيدية» على ابنته وأقاربهم، بين كل المشاهد تنظر «أم منة» من حولها فلا تجد ابنتها بجوارها، تتمنى لو أنها تفيق من كابوس حرمانها من ابنتها لتخرج معها فى العيد، تكتم صراختها بداخلها وتقول: «الحمد لله الذى لا يحمد على مكروه سواه»، تعود إلى المنزل وتحضر فستان العيد لابنتها «منة» والحذاء الجديد ووضعتهم فى حقيبتها وتوجهت إلى مستشفى «57375» لعلاج سرطان الأطفال حيث تقيم ابنتها للعلاج. أمام بوابات مستشفى سرطان الأطفال ينتظر عشرات الأهالى موعد الزيارة، أمس، أول عيد الفطر المبارك مناسبة تمنوا لو أنهم أمضوها فى مكان آخر بعيداً عن المستشفيات، وقفت «أم منة» بجوارهم، وبمجرد فتح باب الزيارة دخلت إلى غرفة التعقيم وارتدت الملابس الخاصة بالزيارة، أسرعت إلى الطابق الثالث حيث تقيم «منة» ورفضت تصويرها قبل أن ترتدى فستان العيد، لحظات وخرجت الطفلة بفستانها تسلم على طاقم التمريض ليشاهدوها «بلبس العيد»، وما هى إلا لحظات وعادت إلى غرفتها مرة أخرى وسريرها المزين ببالونات و«طرطور» لم تقدر على ارتدائه لشعورها بالإعياء، على حد قول والدتها: «كان نفسى آخد منة أفسحها زى أى أم، لكن الحمد لله على كل حال إنها بتستجيب للعلاج من سرطان الدم، ولولا أنها حصلت على جرعة كيماوى أمس الأول لجلست تلعب مع الممرضات ومع زملائها فى الغرف المجاورة ولكنها اليوم ما زالت تحت تأثير جلسة العلاج». حال «منة» هو نفسه حال مئات المرضى بمستشفى «57357»، مرضى ينتظرون زيارات أقارب لهم، وآخرون ينتظرون رأى الطبيب فى إمكانية خروجهم أول أيام العيد مع أسرهم، جلس «أيمن» فى غرفته وبجواره والدته لا تريد التحدث عن تفاصيل مرضه وتكتفى بالدعاء له أن يكون معها فى المنزل العيد القادم، فتقول: «كنت على قائمة الانتظار إلى أن جاء الدور على أيمن ليتم علاجه هنا، العيد بالنسبة لى هو يوم خروج ابنى من المستشفى، ولكن أقاربنا سيأتون اليوم لقضاء العيد معه حتى لا يشعر أنه وحده». بجوار صالة انتظار أهالى المرضى جلس بعض الشباب المتطوعين ينتظرون دورهم أيضاً فى الاحتفال مع الأطفال بالعيد، أحضروا بعض البالونات استعداداً لتزيين الغرف بها، والبعض الآخر جاء للتبرع للمستشفى، وبسؤال العاملين هناك عن أشكال الاحتفال بالعيد، قال أحد العاملين إن بعض العاملين قاموا بالاحتفال مساء يوم وقفة العيد مع مدير المستشفى والمرضى بالغناء وفرقعة بعض «البمب والصواريخ». من جانبه، قال الدكتور شريف أبوالنجا، مدير مستشفى سرطان الأطفال: «تعودنا كل عيد استغلال وقت الإجازات فى تفريغ المستشفى من المرضى إذا كانت حالاتهم تسمح بالخروج للتنزه مع أسرهم، والقيام بتعقيم المكان بأكمله، ولكن هذا العام حالات المرضى كثيرة والحرج منها أيضاً ومن الصعب خروجهم فاكتفينا بالاحتفال معهم يوم الوقفة بتزيين بعض الغرف بالبالونات واللعب معهم بالصواريخ والبمب، مع وجود برنامج خلال الفترة القادمة لعمل حفلات لهم والاكتفاء فى العيد ببقائهم مع أسرهم بالمشفى والسماح للحالات المستقرة بتبديل ملابسهم بلبس العيد ليعيشوا جو الاحتفال كغيرهم من الأطفال».