بعد ثورة يناير، بدأت الأفكار والمعتقدات التى حظرها النظام السابق لعقود تظهر وتعلن عن نفسها دون خوف، ومنها الخاصة بأتباع المذهب الشيعى، وتمثل نشاط الشيعة فى مصر فى العديد من الخطوات، مثل «اللطمية» التى مارسها أتباع المذهب حول ضريح الإمام الحسين، وظهور حسينية فى إحدى محافظات الوجه البحرى، بالإضافة إلى ما أعلنه أحمد راسم النفيس، القيادى الشيعى، عن نيته إنشاء حزب التحرير، ومن بعده إعلان محمد الدرينى، رئيس مؤسسة آل البيت، تكوين حزب الغدير ذى المرجعية الشيعية. وزار مصر خلال هذه المرحلة المرجع الشيعى السيد على الكورانى، اللبنانى الأصل المقيم فى إيران، وهى الزيارة التى أثارت ضجة كبيرة فى الصحف المصرية، واضطر الأزهر بعدها لعقد مؤتمر للتحذير بشكل مباشر من المد الشيعى فى مصر، وكان آخر هذه الخطوات هو الكشف عن مدرسة تدرس مذهب الإمام المهدى أحمد فى إحدى الشقق، بإحدى مناطق القاهرة، وتسمى مدرسة أنصار الإمام المهدى عليه السلام، وتعد الأولى من نوعها، وافتتحها شوقى أحمد، الشيعى، لتدريس تعاليم الإمام المهدى أحمد الحسن، وذلك بشكل سرى فى إحدى الشقق السكنية، المجهزة بشكل جيد، حيث تحتوى على شاشات «بلازما»، ولوحات لكتابة المواد الدراسية، فيما يجلس تلاميذ المدرسة لتلقى تعاليم الإمام المنتظر على الأرض، التى بسط عليها سجاد أخضر اللون يحمل رسومات كبيرة لزهور. وتتناثر على حوائط الشقة الصفراء التى تمثل المدرسة لوحات تحمل عبارات «الله أكبر - إمام أحمد الحسن - هو - البيعة لله - إمام على»، فى إشارة إلى الإمام الرابع لدى الشيعة المعروف لدى العامة ب«زين العابدين»، وتصطف اللوحات على التوالى فى دلالة خاصة لمعتقدهم بأن الإمام المهدى هو من سيبايع الله لأجل إنقاذ البشرية، فيما تعلق على قاعة الدرس لوحات على الجدران ال 4، تحمل أسماء الأئمة ال 12 فى المذهب الشيعى مثل الإمام محمد الباقر والإمام جعفر الصادق والإمام موسى الكاظم وغيرهم. ونجد على أحد حوائط المدرسة لوحات تحمل عبارات مثل «فاطمة الزهراء عليها السلام - أمير المؤمنين على بن أبى طالب عليه السلام - الإمام الحسن المجتبى عليه السلام - الإمام الحسين عليه السلام»، فضلاً عن أن أركان المدرسة وجد بها لوحات تبين شجرة نسب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حتى الوصول إلى اسم المهدى المنتظر، وتصطف كتب الإمام المهدى فى أحد الأركان بالمكتبة، بينما يوضع بعض منها مفتوحا على صفحات بعينها على بعض حوامل الكتب، وتجتمع كل اللوحات الموجودة على جدران المدرسة فى أنها ذات خلفية سوداء مدون عليها باللون الأبيض. وتتنوع جنسيات الطلبة الذين يتلقون دروسهم فى المدرسة الأولى من نوعها، ما بين مصريين وعراقيين وأستراليين، وتظهر على أحد حوائط المدرسة صورة لابنتى «شوقى» صاحب المدرسة، اللتين تساعدان والدهما فى تعليم الناس مذهب الإمام المهدى. المثير فى الأمر أن هذه المدرسة تعمل دون ترخيص رسمى من الدولة ولا يعرف مكانها إلا أشخاص بعينهم خوفاً من الملاحقات الأمنية، كما لم يعرف بعد إذا كانت الشقة التى تستعمل كمقر لها ملك صاحب لشوقى أحمد أما أجرها من أصحاب العقار.