من يراقب خطوات «نيللى كريم» فى السنوات الأخيرة يلاحظ أنها تحرص على اختيار أدوار تحمل طابعاً مميزاً، وتسعى لتغيير جلدها، وتجديد مفرداتها كممثلة، تدرك أهمية الدراما التليفزيونية فى صنع نجومية الفنان، وترسيخ قدميه عند جمهوره. وهى تقوم حالياً بتصوير دورها فى مسلسل «ذات»، المأخوذ عن رواية بنفس الاسم للكاتب صنع الله إبراهيم، وإخراج كاملة أبوذكرى، وهو عمل من المنتظر أن يثير جدلاً كبيراً، وذلك لاعتماده على رواية صدرت فى منتصف التسعينات، وحملت رصداً دقيقاً لملامح ومظاهر عصر من الفساد الذى شهدته مصر فى السنوات الأخيرة. عن مسلسل «ذات» قالت نيللى كريم: «عرض على المسلسل عن طريق المخرجة كاملة أبوذكرى، ولم أكن وقتها قد قرأت الرواية الأصلية، ورغم ذلك جذبنى السيناريو، وحاز إعجابى، حيث يقدم العمل نظرة شاملة لأحوال المجتمع المصرى وتطوراته، منذ عام 1952 وحتى 2012، من خلال شخصية «ذات» التى ترصد الأحداث مشوار حياتها منذ أن كانت فى الجامعة، مروراً بزواجها وعملها «مونتيرة» فى التليفزيون، وحتى علاقاتها الأسرية والاجتماعية، ونرى بشكل متوازٍ مع حياتها الخاصة ملامح عصر كامل بمصر، سواء بعد ثورة يوليو، وسياسة الانفتاح فى عصر السادات، وحتى شركات توظيف الأموال فى عصر مبارك، وصولاً لثورة 25 يناير، وغيرها من الأحداث الهامة فى التاريخ الحديث». وأضافت: «شعرت بالتحدى أمام شخصية «ذات»، فهى امرأة بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، نراها منذ أن كانت طالبة تتطور علاقتها بالحياة وبمن حولها، وكأنها تتعلم الحياة، نراها قوية فى أحيان، وضعيفة فى أحيان أخرى، مليئة بالتناقضات والمشاعر المختلفة، وكانت الصعوبة نابعة من تعدد مراحل الشخصية، التى أرهقتنى بشكل كبير فى التنقل من مرحلة لأخرى، فنحن نراها طالبة وزوجة وأماً وجدة، وكل مرحلة لها ملامح وتفاصيل مختلفة فى الشكل والحركات وأسلوب الأداء». وعن توقعاتها بشأن شكل المنافسة فى رمضان المقبل، عبرت «نيللى» عن عدم قلقها بسبب كثرة الأعمال المقدمة فى هذا الموسم، لافتة إلى أن الأعمال الجيدة هى التى تفرض نفسها فى النهاية. وأشارت أيضاً لعدم اقتناعها بفكرة التقسيم لأعمال النجوم بين الكبار أو الشباب، مؤكدة أن التصنيف يتم على أساس جودة العمل ومستواه الفنى فى النهاية، مضيفة أنها سعيدة بتعدد الموضوعات التى تناقش من خلال الأعمال الدرامية هذا العام، التى ترى أنها ستضيف للمشاهد بتنوعها واختلافها. واستبعدت «نيللى» أن يكون للدراما التركية تأثير على نسبة الإقبال على الدراما المصرية فى رمضان، ورغم تميز الدراما التركية على مستوى الصورة والموضوعات، فإنها ترى أنها لا يمكن أن تسحب البساط من الدراما المصرية، خاصة فى شهر رمضان . وعن اعتذارها عن مسلسل «فى غمضة عين» أمام أنغام، قالت نيللى: «كان هناك اتفاق مبدئى بشأن مسلسل «من نظرة عين» ولكن عندما وجدت أن مسلسل «ذات» لن يحتمل معه تصوير عمل آخر اعتذرت». وبعيداً عن الحديث فى الفن علقت نيللى كريم على الأحداث الجارية حالياً قائلة: «نعيش الآن فى مصر مرحلة صعبة جداً، فالجميع لا يهتم بأمر البلد، ولا يسعون سوى لمصلحتهم الشخصية، وللأسف «مفيش حد قلبه على البلد»، وكل واحد فينا ماشى فى طريق مختلف، والبلد فى حاجة لأن نتوحد ونتكاتف مثلما كنا وقت الثورة حتى نستطيع بناءها من جديد». وأبدت «نيللى» قلقها على حرية الإبداع قائلة: «هناك مؤشرات كثيرة تنذر بالخطر على حرية الفن والإبداع، منها المحاكمات التى تجرى لفنانين بأثر رجعى على أعمالهم، ومنع التصوير فى المساجد، وغيرها من الإجراءات التى نفاجأ بها كل يوم، وأتمنى أن يتم التصدى لها وأن يضمن الدستور الجديد هذه الحرية لنا بمعناها الحقيقى». ونفت «نيللى» ما تردد بشأن تصريحات لها بمقاطعة انتخابات الرئاسة، وقالت: «لم أطلع حتى الآن على برامج المرشحين بشكل واضح حتى أتخذ قراراً بشأن الاختيار، لا بد أن يكون البرنامج واضحاً فى كثير من النقاط مثل البطالة، وأزمة السكن، والسياحة، والفن، وذلك حتى أطمئن لما سيفعله الرئيس القادم بنا».