لو أفلح الإخوان فى ركوب ثورة 25 يناير والبقاء فوق ظهرها، يبقى «الفلول» تفلح فى ركوب الموجة الثالثة من موجاتها فى (30 يونيو) وتحكم البلد، وتعيد إنتاج تجربتها أيام «المخلوع». مكتوب أن من يحاول وراثة ثورة 25 يناير، أو إحدى موجاتها، دون أن يؤمن بها، أن تطأه مهرة الثورة العفية بأقدامها، وتدفنه فى التراب دفناً. حظ مناصرى «المخلوع» مبارك، سوف يكون من حظ مناصرى «المعزول» مرسى.. إنهما الطرفان اللذان يجمع بينهما «حظ التعساء»! لقد خرج مناصرو «المخلوع» من الشقوق وأرادوا أن يعودوا إلى المشهد من جديد. والمدهش فى الأمر أنهم يعودون بنفس الأدوات القديمة، وذات الوجوه القديمة، ونفس الكلمات القديمة التى كانوا يضحكون بهم على المصريين. وأتصور أن هؤلاء يستحقون المحاكمة بتهمة الغباء السياسى، لأنهم متآمرون وحمقى! فهم يحاولون التآمر على ثورة يناير من خلال ركوب موجتها الثالثة بنفس الأدوات والأفكار واللغة التى اعتادوا استخدامها فى عصر «مبارك»، ولو أنهم يعقلون لأدركوا أن هذه المعطيات لو كانت تتمتع بأية قيمة لاستطاعت أن تحمى ملك «المخلوع» من الزوال، ولكن ماذا نقول فى الحمقى؟! ويتجاوز هؤلاء أقصى درجات «العبط» حين يظنون أن بإمكانهم استرداد العروش وكراسى السلطة والسلطنة التى تم سحبها من أسفل منهم بعد ثورة 25 يناير 2011، ولا أجد أن أحداً يباريهم فى السذاجة والعبط مثل عدوهم اللدود المتمثل فى جماعة الإخوان والتى تحاول الآن إعادة «مرسى» إلى الحكم من جديد. وهيهات.. ورحم الله «محمد عبدالمطلب» حين غنّى «عمر اللى فات ما حيرجع تانى». فلول الوطنى مثلهم مثل الإخوان، فكلاهما يحاول استرجاع ما لا يمكن رجوعه، أو يتقمص قميص عيسى عليه السلام، حين أحيا الموتى بإذن الله، وهو لا يدرك أن أغلب المصريين ينظرون إلى كلا الطرفين كمجموعة من «الرمم»، وأقصد بالرمم العظام المتهالكة التى أصبحت رميماً، وسبحان من يحيى العظام وهى رميم! ليس أمتع من أن يأخذ المرء الآن استراحة محارب، خاض معركة مضنية ضد نظام «مبارك»، أعقبتها معركة مرهقة مع نظام «مرسى»، فيهدأ ويتفرغ لمشاهدة هذا الصراع «الفانتازى» بين «فلين» كبيرين، أولهما «الفل الإخوانى» الذى قفز على ثورة يناير فحكم البلاد والعباد لمدة عام ثم رحل، والفل الثانى «رجال الحزب الوطنى» ممن كانوا يقبّلون ويقبّلن أيدى الهانم والبك والباشا، ويحلمون بالعودة إلى الحكم من جديد من خلال ركوب الموجة الثالثة للثورة (30 يونيو). دعوا شريكىْ الخيانة لثورة 25 يناير ينشبان مخالبهما فى بعضهما البعض، وينصبان موائد الدم فيما بينهما، وينهشون لحوم بعضهم البعض.. اللهم لا شماتة، ونسألك جلت قدرتك أن تحقن دماء الجميع، لكنها آية من آياتك، يتوجب علينا أن نسجد أمامها ونتأمل وجه الحكمة فيها.. «ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيراً كثيراً».