سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مديرة «رايتس ووتش» فى مصر ل«الوطن»: الدولة البوليسية استمرت بقوة فى عهد «مرسى» وبمباركته «هبة مورايف»: «المعزول» تحالف مع الشرطة فى مواجهة قوى الثورة خلال فترة حكمه
قالت هبة مورايف، مديرة منظمة هيومان رايتس ووتش فى مصر، إنه ليس من حق الدولة فض اعتصامى رابعة العدوية وميدان النهضة بالقوة فى ظل الأوضاع السياسية الراهنة، لأنه سيعتبر عقاباً من قبَل جهاز الشرطة المشحون تجاه تنظيم الإخوان، خصوصاً أن اللجوء للعنف المفرط من قبل الأمن لن يخدم مساعى التهدئة. وأضافت، فى حوارها ل«الوطن»، أن الرئيس المعزول محمد مرسى اختار التحالف مع الشرطة فى مواجهة قوى الثورة التى طالبت بمحاسبة وإصلاح هذا الجهاز الأمنى، وفى 26 يناير 2013 قال إنه يدعم الشرطة بقوة بعد أن قتلت 48 شخصاً فى بورسعيد وأعلن حالة طوارئ. * ما تعليقك على دعوات فض اعتصامى «رابعة» و«النهضة»؟ - فى الحقيقة أرى أنه ليس من حق الدولة أن تفض اعتصامات ميدانى رابعة العدوية والنهضة بالقوة، لأنه فى ظل الأوضاع السياسية التى تمر بها البلاد حالياً سيعتبر عقاباً جماعياً، ووجود أشخاص يحملون السلاح لا يعطى مبرراً لاستخدام القوة المفرطة من قبَل جهاز الشرطة، وهذا ليس معناه أيضاً الاعتداء على قوات الأمن، لكن يجب التعامل مع مثل تلك الاعتصامات بالسياسة وطرق أخرى بعيدة تماماً عن العنف، حتى لا نشهد ضحايا آخرين مثلما حدث فى حادثى المنصة والحرس الجمهورى. * هل أنتِ قلقة من فض الاعتصام من خلال جهاز الشرطة؟ - لأننى أرى أن استخدام جهاز الشرطة، الذى يعتبر الآن مشحوناً من تنظيم الإخوان، فى فض اعتصام المتظاهرين فى ميدانى رابعة العدوية والنهضة - سيسفر عن وقوع ضحايا كثيرة، لأن الشرطة غير مهيئة للتعامل مع فض الاعتصامات فى مصر، وتحكمها أهواء شخصية مثلما حدث مثلا فى يناير 2013، وعداؤهم لما عرف وقتها بمجموعة «بلاك بلوك»، كما أن لها سجلاً طويلاً من الانتهاكات، واستخدمها الرئيس المعزول «مرسى» لتوجيه ضربة لقوى الثورة التى طالبت بمحاسبة وإصلاح هذا الجهاز الأمنى. * ما تفسيرك للعلاقة بين الشرطة والرئيس المعزول خلال العام الذى حكم فيه؟ - «مرسى» اختار التحالف مع الشرطة فى مواجهة قوى الثورة التى طالبت بمحاسبة وإصلاح الشرطة، وفى 26 يناير 2013 قال إنه يدعم الشرطة بقوة بعد أن قتلت 48 شخصاً فى بورسعيد وأعلن حالة طوارئ هناك، وفى يناير وفبراير 2013 جرى اعتقال مئات المتظاهرين على يد الأمن المركزى أثناء مظاهرات أمام قصر الاتحادية وتعرضوا للتعذيب وانتهاكات جنسية، وفى 15 مارس 2013 أشاد بالأمن المركزى الذى قتل مئات المصريين فى 2011 واعتبره «فى القلب من ثورة يناير»، وفى فبراير ومارس 2013 استخدمت الشرطة الذخيرة الحية فقتلت متظاهرين فى المنصورة وطنطا والمحلة وكفر الشيخ ومناطق أخرى، وفى سبتمبر 2012 أخبرنى مساعدو «مرسى» بانتهاء التعذيب ولم يقروا باستمراره بحق الفقراء وفى القضايا غير السياسية، وفى 2 يناير 2013 تلقى «مرسى» تقرير تقصى حقائق، وأخفاه، عن انتهاكات الشرطة والجيش على مدار عام ونصف مضى، وبعد هذا العرض أؤكد أن الدولة البوليسية ظلت قائمة وحاضرة بقوة فى عهد «مرسى» وبمباركته التامة. * ما تحليلك لأداء الشرطة فى الوقت الحالى؟ - لا يمكن لأى حكومة أن تتجاهل انتهاكات الشرطة واستخدامها للقوة المفرطة والقتل، فحكومة الدكتور عصام شرف سقطت بعد أحداث العنف فى محمد محمود وماسبيرو والعباسية، ولكن الجديد فى تصريحات وزير الداخلية أنه تحدث علناً عن عودة وحدات متابعة النشاط الدينى والسياسى من واقع إحساس جديد بالتمكين، وهو ما يعتبر ليس انتكاسة عن منجزات «مرسى» بل نكوص عن مكتسبات ثورة يناير 2011 التى تمثلت فى دعوات إنهاء دور الداخلية وأمن الدولة فى السياسة. * كيف رأيتِ أحداث العنف التى وقعت أمام المنصة والحرس الجمهورى؟ - حادث المنصة بالنسبة لى أولاً أكثر حادثة دموية رأيناها، وهو ما أظهر الوجه الكلاسيكى للشرطة واستخدام العنف المفرط من قبَل الداخلية، أما عن الناحية الحقوقية فالتعامل مع حادث المنصة هو نفس الوجه الذى رأيناه للشرطة فى أحداث مسرح البالون وبورسعيد، لكنى أطالب بضرورة وجود تناسبية فى رد فعل قوات الأمن على المتظاهرين، فلا يجوز مواجهة الحجارة بالطلق النارى، لأن استخدام العنف المفرط من قبَل الشرطة لن يخدم مساعى تهدئة الأوضاع فى المستقبل. * لكن من الناحية الحقوقية، سكان المنطقتين فى «رابعة» والجيزة لهم الحق فى مواصلة أمور حياتهم بالشكل الطبيعى. - لا خلاف على ذلك، لكن لا يجوز استغلال تلك الشكاوى فى استخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين وبينهم نساء وأطفال، وهناك طرق أخرى لمحاولة فض الاعتصام بعيدة كل البعد عن العنف. * ما تعليقك على استخدام تنظيم الإخوان للأطفال والنساء كدروع بشرية فى المسيرات والتظاهرات؟ - لم نرصد من خلال لجان تقصى الحقائق التى نشكلها وجود مثل تلك الحالة التى تعتبر حديث الساعة حالياً، ولكن أؤكد أنه من حق الأطفال البالغين 16 سنة المشاركة فى المظاهرات، ولكن تقع مسئولية حمايتهم على من ينظمون تلك المسيرات والتظاهرات، ولكننا ندين ونستنكر ارتداء الأطفال لافتات كتب عليها «مشروع شهيد»، وهو من الناحية الإنسانية يؤثر على المفاهيم التى يتلقاها الطفل منذ صغره. * ماذا عن احتجاز «مرسى»؟ - لا بد أن يحتجز فى مكان محدد ومعلوم، وإخلاء سبيل مرافقيه، إلا إذا كانت هناك اتهامات محددة موجهة إليهم، والعمل على تمكين الرئيس السابق ومرافقيه من الاتصال بذويهم ومحاميهم وزيارتهم. وأرى أنه كان من الممكن قبول احتجاز «مرسى» بهذا الشكل تحت قانون الطوارئ فقط.