لجأ الرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزى صاحب الميول اليمينية إلى ورقة الأمن، واعتمد على التخويف من الغزو الإسلامى لأوروبا أملاً فى اكتساب ثقة وأصوات الفرنسيين فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ولكنه رغم ذلك خسر منصب الرئاسة. ولكن السؤال الذى يطرح نفسه الآن بعد فوز فرانسوا أولاند بكرسى الرئاسة الفرنسية: هل سيختلف الرئيس الفرنسى الجديد فرانسوا أولاند عن سابقه فى سياساته تجاه مسلمى فرنسا؟ وهل سيصدق اعتقادهم بأن أولاند هو منقذهم من سياسات ساركوزى التعسفية؟ أم ستخيب آمالهم إذا تكرر سيناريو ساركوزى فى شخص أولاند؟ «أولاند سيكون مختلفاً تماماً عن ساركوزى وأنا واثق تمام الثقة من ذلك» هكذا أجاب عن التساؤل السابق رئيس الفيدرالية العامة لمسلمى فرنسا محمد بشارى. وقال فى تصريحات هاتفية ل«الوطن» «يتراوح عدد مسلمى فرنسا ما بين 6.5 إلى 7 ملايين، وطالما كانت أصوات مسلمى فرنسا تتجه نحو اليسار لأنه يتسم بالسياسة الاعتدالية الاجتماعية غير التعسفية، بعكس اليمين الذى ينتمى إليه ساركوزى الذى خلق بسياساته التعسفية خوفاً وقلقاً لدى المسلمين فى حالة فوزه مرة أخرى برئاسة فرنسا. ويلفت بشارى الانتباه إلى أن مسلمى فرنسا منذ بدء الانتخابات الرئاسية دعوا بعضهم البعض إلى ضرورة المشاركة فى التصويت وضرورة القيام ب«التصويت الذكى» بعدم ترشيح من يتبنى سياسة معادية للمسلمين. ويضيف أن أصوات المسلمين فعالة فهى التى تحدد وترجح فى النهاية كفة اليمين أو اليسار، ساركوزى خسر أصوات المسلمين نتيجة سياساته التعسفية، والمسلمون رجحوا كفة أولاند اليسارى. أما بالنسبة لتركيز أولاند فى سياسته على مبدأ العلمانية، فيستطرد بشارى أن المسلمين فى فرنسا لايعارضون مبدأ العلمانية، لأن العلمانية فى فرنسا تعنى أن يأخذ كل إنسان حقه، مضيفاً «نحن كمسلمين نقف فقط ضد التعسف الذى ينتهجه بعض العلمانيين». وأكد أن «أولاند من المعروف عنه سياسته المعتدلة»، واستبعد حدوث أى تعارض بين علمانية أولاند ورموز الثقافة الإسلامية كالحجاب أو غيره. وقال إسلام شبانة من مسلمى فرنسا ل«الوطن»: «نجح أولاند فى كسب ثقة الطبقة الوسطى ومن ثم أصواتها الانتخابية، فمعظم مسلمى فرنسا كانوا ضد ساركوزى، وصوتوا لصالح أولاند».