طالبت سهى عرفات، أرملة الزعيم الفلسطينى الراحل ياسر عرفات، باستخراج رفاته وفحصه للتثبت من تسميمه إشعاعيا، فيما اعتبرت إسرائيل أن ما يثار عن وفاة عرفات مسموما لا أساس له، بينما طالبت السلطة الفلسطينية بتشكيل لجنة دولية للتحقيق فى اغتيال الرئيس عرفات. وكان تحقيق لقناة الجزيرة -استمر تسعة أشهر- قد كشف عن العثور على مستويات عالية من مادة البولونيوم المشع والسام فى مقتنيات شخصية للرئيس الفلسطينى استعملها قبل فترة وجيزة من وفاته، وذلك بعد فحوص أجراها مختبر سويسرى مرموق. وفى اتصال هاتفى مع «الوطن» علق عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، غسان الشكعة، قائلا: «نعرف أن عرفات مات مسموما، وقد جدد تقرير قناة الجزيرة الأمل لدى الفلسطينيين فى الوصول إلى الحقيقة وكشفها، هذا حق لكل الفلسطينيين وحق للتاريخ». وأضاف الشكعة: «لدى منظمة التحرير الآن مقترح التقدم بطلب للنيابة بفرنسا لاستكمال التحقيق فى وفاة ياسر عرفات». وأكد أن هناك مؤشرات على تورط إسرائيل فى اغتيال عرفات، حيث صرح عرفات لمنظمة التحرير قبل مرضه بفترة قصيرة عن معلومات باتخاذ إسرائيل قرار تصفيته، فضلا عن تاريخ إسرائيل فى استخدام هذا الأسلوب فى تصفية الرموز الفلسطينية. ونفى مسئول إسرائيلى، أمس -رفض ذكر اسمه- التلميحات التى تشير إلى أن إسرائيل ربما سممت الرئيس عرفات بمادة البولونيوم المشعة، قائلا: «التقرير لا أساس له، وأذكركم بأن الجانب الإسرائيلى لم يكن الطرف الذى قرر حجب التقارير الطبية لعرفات». من جهته أعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، عن أن السلطة الفلسطينية تطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية فى اغتيال الرئيس الراحل، على غرار لجنة التحقيق الدولية فى اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق رفيق الحريرى. كما أعلن الناطق الرسمى باسم الرئاسة، نبيل أبوردينة، عن أن السلطة الفلسطينية لا تمانع من فحص رفات الزعيم الفلسطينى الذى توفى بمرض غامض حتى الآن. وأكد أن الرئيس محمود عباس أصدر تعليماته للجنة التحقيق فى استشهاد عرفات عقب تقرير الجزيرة بمتابعة جميع المعلومات والتقارير التى تتعلق بهذا الموضوع والاستعانة بالخبرات العربية والدولية العلمية للوقوف على حقيقة أسباب مرض واستشهاد الرئيس الراحل، موضحا أنه «لا يوجد أى سبب دينى أو سياسى يمنع أو يحول دون إعادة البحث فى هذا الموضوع بما فى ذلك فحص رفات الرئيس الراحل من قبل جهة علمية وطبية موثوقة وبناء على طلب وموافقة أفراد عائلته». وأشار إلى أنه «ما زال استشهاد عرفات يشغل الرأى العام الفلسطينى والعربى والعالمى، لما له من أهمية قصوى نابعة من أهمية باعث اسم فلسطين ورمزها وقائد نضال شعبها على امتداد أربعة عقود على طريق الحرية والاستقلال».