التقت كاترين أشتون الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبى، بوفد من حزب النور السلفى، وآخر مما يسمى ب«التحالف الوطنى لدعم الشرعية»، أمس الأول فى لقاءين منفصلين، لبحث كيفية الخروج من الأزمة الراهنة فى مصر، فبينما شدد وفد الحزب السلفى على ضرورة الحل السياسى للأزمة واستيعاب جميع الفصائل والتيارات، محذراً من خطورة استبعاد التيار الإسلامى، تمسك الوفد «الإخوانى»، بعودة الرئيس المعزول محمد مرسى إلى الحكم. ضم وفد حزب النور الدكتور بسام الزرقا والمهندس أشرف ثابت عضوى المكتب الرئاسى، فيما ضم وفد «التحالف الوطنى لدعم الشرعية»، الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء السابق، والدكتور محمد على بشر عضو مجلس شورى الإخوان، والدكتور عمرو دراج عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، والدكتور محمد محسوب نائب رئيس حزب الوسط. وشدد النور خلال اللقاء، على ضرورة المحافظة على مكتسبات ثورة 25 يناير خصوصاً فيما يتعلق بالحقوق والحريات ورفض عودة الدولة البوليسية؛ مرحّباً بموقف الشعب فى اختيار مساره الدستورى وهى خارطة الطرق، لكنه حذر من إلغاء الدستور المستفتى عليه أو تعديله عن طريق لجنة معينة وضعها رئيس معين مؤقت، مشيراً إلى أن دور اللجنة ينبغى ألا يتجاوز الاقتراح وتكون الموافقة من عدمها من حق البرلمان المنتخب. وقال أشرف ثابت، إن «أشتون» كانت حريصة على الاستماع لرأى النور وأكدت أن الاتحاد الأوروبى يهمه استقرار الأوضاع فى مصر، وأبدت تفهمها لما أكد عليه النور من استقلالية القرار الوطنى المصرى بعيداً عن التأثيرات الخارجية، وأشارت إلى أنها تسعى لاستطلاع جميع الآراء لتكوين رؤية واضحة دون أن تتدخل فى الشأن الداخلى المصرى. وأضاف ل«الوطن»: «النور أكد حرصه على التواصل مع جميع الأطراف بمن فيهم الإخوان للخروج من المشهد الحالى، وضرورة عدم إقصاء أى فصيل سياسى من الساحة وخطورة ذلك. وحذر شريف طه المتحدث الرسمى باسم حزب النور مما سماه، خطورة الملاحقات الأمنية للرموز الإسلامية والأحزاب الرافضة لما حدث فى 30 يونيو، وممارسات الداخلية لأعمال القمع للمعارضين وتكميم الأفواه والاعتقالات السياسية المغلفة بغلاف قانونى. وقال ل«الوطن»: إن أشتون أبدت عدة ملاحظات أهمها فقد الثقة بين الأطراف السياسية المتصارعة فى مصر، مؤكدة حرص الاتحاد الأوروبى للانتقال السلمى للديمقراطية وعدم التدخل فى الشأن المصرى الداخلى، وضرورة حل الأزمة عن طريق الحوار بين جميع الأطراف والجلوس على مائدة المفاوضات. من ناحيته، أكد وفد «التحالف الوطنى لدعم الشرعية»، ل«أشتون» على موقفه الرافض لما سماه، «الانقلاب العسكرى»، وتمسكه بالشرعية الدستورية، مشيراً إلى أن التعاطى السياسى مع الأزمة يجب أن يكون على أرضية الشرعية الدستورية فى ضوء المبادرات الجادة التى تنطلق منها. وشدد التحالف على أن الشعب المصرى لن يغادر الشوارع والميادين حتى تعود الشرعية الدستورية ويستعيد الوطن مساره الصحيح. وحول الأسلحة الموجودة فى اعتصامى النهضة ورابعة، أعلن التحالف فى بيان أمس، ترحيبه الكامل بزيارة كل المنظمات الحقوقية الدولية لمختلف أماكن الاعتصام، مؤكدين على سلمية فعاليات التحالف بعيداً عن كل ما يتردد من أكاذيب مختلقة ورافضاً لكل الاتهامات الملفقة التى توجه إلى المعتصمين السلميين. من جانبه، أكد «بشر»، أن عودة مرسى هى أساس الحل، ورفض الانقلاب، وإلغاء ما ترتب عليه من آثار فى حق الشعب المصرى، والوقف الفورى لأعمال الإبادة والقتل والاعتقال من قبِل قادة الانقلاب. وقال قيادى بحزب الحرية والعدالة -رافضاً الكشف عن اسمه- ل«الوطن»، «عرضنا على أشتون كل الحقائق منذ عزل الرئيس الشرعى حتى الآن ومنها المبادرات المطروحة مثل مبادرتى قنديل والعوا، واشتكى الوفد من أن الإخوان أعلنت قبولها لهذه المبادرات إلا أن الطرف الثانى لم يتطرق لها نهائياً». من جانبه، قال خالد الشريف، المستشار الإعلامى لحزب البناء والتنمية، التابع للجماعة الإسلامية، إن أشتون عرضت على وفد التحالف الوطنى لدعم الشرعية، ضرورة القبول بالدخول فى الحوار الوطنى برئاسة القيادة الحالية وهو ما ترفضه الجماعة الإسلامية، مؤكداً أنهم أعربوا لها عن رفضهم الدخول فى أى مفاوضات مع ما وصفها ب«حكومة الانقلابيين» وأنهم يقبلون بخارطة الطريق والمبادرة التى طرحها الدكتور سليم العوا. فى المقابل، قالت مصادر ل«الوطن»، إن وفد حملة «تمرد» أبلغ أشتون، أن اعتصامات أنصار الرئيس المعزول فى رابعة العدوية وميدان النهضة مسلحة، وبها عناصر مدربة على الاشتباك مع قوات الجيش والشرطة لمنع فض الاعتصام، وذلك رداً على مطالب المسئولة الأوروبية بعدم تتبع أنصار مرسى من المعتصمين السلميين. وأوضح المصدر، أن أحمد ماهر، المنسق العام لحركة شباب 6 أبريل، أبلغ مفوضة الاتحاد الأوروبى أنه لا تراجع عن خارطة الطريق والمرحلة الانتقالية، مشيراً إلى أن القوى السياسية تتوافق حالياً بشأن التعديلات الدستورية لضمان دولة مدنية تحترم الحقوق والحريات، مؤكداً ل «أشتون» أن عملية اندماج الإخوان فى الحياة السياسية ترتبط باعترافهم بأن حكم «مرسى» بات ماضياً. الأخبار المتعلقة: «أشتون»: «مرسى» بحالة جيدة ويتابع الصحف والتليفزيون بسام الزرقا: «أشتون» طلبت إنهاء الأزمة.. ونرفض أى مبادرة أوروبية والشأن المصرى حله من الداخل كواليس لقاء الساعتين بين «أشتون» و«مرسى» قوى سياسية تنتقد اللقاء.. وتؤكد: مصر لن تقبل «الخروج الآمن» مبادرات مصرية وأجنبية لمواجهة تداعيات «30 يونيو».. مصلحتك أولاً محمد على بشر ل«الوطن»: طالبنا «المفوضية الأوروبية» بالتوسط للإفراج عن المعتقلين وفتح القنوات الفضائية المغلقة دبلوماسيون يرفضون مبادرة الخروج الآمن ل«الإخوان» لحل الأزمة «عبدالعزيز»: سألتها هل تقبلين باعتصام مسلح أمام منزلك؟ فأجابت بالنفى.. ولن نقبل ب«الخروج الآمن» «ماهر»: «أشتون» نقلت لنا استغاثات «الإخوان» من التعتيم الإعلامى والملاحقة الأمنية.. وأكدنا لها أن خطابهم «تحريضى» خبراء: سيناريوهات فض اعتصام «رابعة» «المفاوضات أو الحصار» «البرادعى»: «مرسى» لن يشارك فى العملية السياسية لأنه فشل