انتشرت -للمرة الأولى- بين أهالى سيناء، حركة شعبية لدعم عمليات الجيش، من خلال التوقيع على استمارة باسم «دعم - Support»، لدعم الجيش فى حربه على الإرهاب فى سيناء. وانتشرت الورقة، عقب كلمة الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، مطالباً المصريين بالنزول للشارع لإعطاء تفويض للقوات المسلحة للقضاء على الإرهاب، وأثار الإقبال على التوقيع دهشة الأهالى، خاصة فى ظل سيطرة الجماعات الإسلامية والجهادية على شمال سيناء. بنبرة صوت وطنية صادقة، قالت «مى عثمان»، 19 عاما وطالبة فى جامعة قناة السويس، وهى أيضاً مؤسسة الحركة والتى عملت عليها منذ خطاب «السيسى»: «جاءت لى الفكرة بعد الخطاب مباشرة، وأدركت وقتها أن هناك شيئا يجب أن أفعله، فنحن نموت كل يوم على يد الإرهاب، ويجب تأييد ودعم جيشنا العظيم فى حربه ضد هذا الإرهاب والجماعات الإرهابية، التى نكتوى بنيرانها كل دقيقة، فقررت الدعوة للحملة عن طريق أصدقائى على الفيس بوك أولا، ثم اشتركنا وطبعنا الورق ونزلنا للشارع». وتضيف مى ل«الوطن»: «صممت الورقة بطريقة الفوتو شوب، وبدأتها بقوله عز وجل «الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا»، فطبيعة الشعب السيناوى المتدين تحتم علىَّ أن أبدأ ورقة الدعم بهذه الآية الكريمة، لكى أستطيع أن أنفذ إلى عقولهم وقلوبهم معا، فقد عانى الجيش المصرى منذ بدأت الثورة من العديد من وجوه التشويه، ولم يجد من يدافع عنه أو يقف فى صفه، وهو ما يلقى بعبء أخلاقى ونفسى على الشعب المصرى الذى أصبح لزاما عليه أن يدافع عن جيشه». ولفتت الناشطة السيناوية، إلى أنها أوردت فى دعوتها لتأييد الجيش ملحوظة هامة، لكى يعرف أهالى سيناء من هو عدوهم الحقيقى، قائلة «لقد قلت فى ورقة الدعم صراحة أنه منذ عزل الإرهابى محمد مرسى من حكم مصر، تزايدت بشكل كبير ولافت للنظر بالفعل العمليات الإرهابية، وتساقط شهداء منا بالتزامن مع استهداف خير أجناد الأرض، كما تزايدت التصريحات الإرهابية التى يطلقها ممثلو تنظيم الإخوان الإرهابى، ويضحكون على مؤيديهم بإقناعهم أنهم يجاهدون فى سبيل الله». مؤكدة على أن حملة الدعم تطالب فى النهاية بتوقيع المواطن السيناوى على إعلان تأييده الكامل للجيش المصرى فى حربه ضد الإرهاب والجماعات الإرهابية، ومطالبته بحظر عمل تنظيم الإخوان فى سيناء، باعتباره جماعة إرهابية تروج للإرهاب، وتتخذ السياسة ساترا لها، وذلك بالتوقيع بالاسم ورقم البطاقة على الحملة. ولقيت الحملة إقبالا واسعاً بين المواطنين، وتعترف «مى» بأن الأمور لم تكن سهلة، خاصة فى الوقت الذى يسيطر فيه التيار «الإرهابى» على الشارع فى سيناء، فالكثيرون لا يستطيعون التعبير عن آرائهم أو الجهر بها، لهذا فقد جمعت استمارات الدعم، والتى جاوزت 500 استمارة فى أول يوم من مختلف الطبقات، خاصة فى العريش، وستسلم إلى أحد القيادات العسكرية فى الكتيبة 1001. وتضيف قائلة «وزعنا الاستمارات فى السنترال والشوارع والفنادق والمحال العامة والمنازل، وهناك أسر كاملة وقعت على الاستمارة». «مى» لم تنكر تحسبها لأى اعتراض مفاجئ وعنيف من أحد قيادات التيارات الدينية المتشددة، إذا ما لاقاها فى الشارع وهى توزع هذه الاستمارة مع أصدقائها وعائلتها، تقول «حاولت قدر الإمكان أن أخفى ملامح وجهى، وألا أذهب إلى أماكن تجمعاتهم، ليس خوفا، ولكن لأن عامل الوقت لا يساعدنا على الدخول فى مهاترات تضيع فرصة الحشد لآخرين لديهم عقول يفكرون بها».