فى واحدة من أخلد قصائده يقول شاعر العربية الأعظم أبوالطيب المتنبى: «عيد بأى حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمرفيك تجديد». ومصر تعيش هذه الأيام عيد ثورة 23 يوليو 1952، وهو العيد الستون لهذه الثورة العظمى التى غيرت وجه العالم ونقلت مصر المحروسة من إقطاعية منهوبة إلى دولة مركزية فى أفريقيا والوطن العربى والعالم الثالث الذى يمتد من أمريكا اللاتينية إلى أفريقيا مروراً بجنوب شرق آسيا حيث الفلبين وكوريا وفيتنام وكمبوديا وكل الدول التى نالت استقلالها وتحررها بالكفاح والنضال الدامى ضد الاحتلال الأجنبى متنوع الجنسيات إنجليزى وفرنسى ويابانى.. وأخيراً -وليس آخراً- أمريكى، والعياذ بالله. وفى العيد الستين لثورة 23 يوليو 1952 يطيب لى أن أحيى وأهنئ مجموعة الضباط الأحرار الذين فجروا هذه الثورة العظيمة وعلى رأسهم جمال عبدالناصر الذى أعلن انحيازه من اليوم الأول لملايين الفقراء والمحرومين فاستحق أن يستقر فى قلوب وعيون ملايين المظلومين ليس فى مصر المحروسة وحدها بل وفى جميع أنحاء العالم وعلى وجه الخصوص دول الوطن العربى الكبير حيث تعلق به الشعب الفلسطينى واعتبره المخلص أسوة بالسيد المسيح (عليه السلام)، ولقد كانت لى تجربة السفر إلى لبنان الشقيق وفى أحد المخيمات الفلسطينية هناك تجمع حولى مجموعة من الشباب الفلسطينى وعلى ألسنتهم جملة واحدة للترحيب بشخص الضيف «أهلاً وسهلا أبوخالد». و«أبوخالد» هو الاسم الحركى لجمال عبدالناصر فى المشرق العربى وبعض دول الخليج، فكل عام وأنت أكثر حضوراً بيننا يا «أبو خالد» يا حبيب الفقراء والمساكين. أما جيش مصر الباسل العظيم، جيش أكتوبر 1973، فأهدى هذا الجزء من قصيدة كتبتها فى أكتوبر 73: «يا مصر جيش م الصعيد ومن البحاروة ومن رشيد شبان هلايلية وطيبين فينا الحنيّن والعنيد نعشق ولا عشق الحمام للولف والعش السعيد ونجود كما جاد الغمام باللقمة والثوب الجديد ندى بمزاجنا كل شىء لأى شىء ما دام نريد لكن عدوك يا اسماعين لو سخنت النار ع الحديد والظلم خوم على العباد سوا من قريب أو بعيد حلم الحليم يصبح جحيم والدم يتسمم صديد نرمى الغضب رمى الحطب على النار تقوم النار تقيد نصول نجول كما الخيول راكبة السيول فوق الجليد ننطح جبال الخوف تميد».