سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عالم اجتماع: أوهام العقل الباطن تسيطر على حشود رابعة «نعيم»: رؤى «الإخوان» ترتبط بمخيلتهم ولا علاقة لها بالشرع.. وتجسد لدى «الأتباع» محاولة الوصول للسلطوية
«ماذا تنتظرون من شباب سلبت جماعته شخصيته وسط فوضى من الأفكار الهدامة؟».. هذا سؤال يطرحه الدكتور سمير نعيم، أستاذ علم الاجتماع، فى تفسيره للحالة الاجتماعية التى يعيشها شباب الإخوان فى «رابعة العدوية». يقول «نعيم»: أجريت خلال السنوات الماضية، العديد من الدراسات حول الجماعات «المتطرفة»، سواء سياسيا، أو دينيا، أو اجتماعيا، وكان ملخص هذه الدراسات التى شارك فيها أساتذة من علماء النفس، والاجتماع، وعلم الإنسان، أن هذه الشخصيات تعانى من التسلطية. ويضيف «نعيم» ل«الوطن»: «التسلط» هنا يعنى أن الشخص يرغب فى أن يأمر فيطاع، مهما كان موقعه، سواء أكان أبا أو أميرا أو عضوا فى جماعة، حتى إنه مع مرور الوقت يتحول رأيه المتطرف إلى منهاج لحياته وحياة الآخرين، فيرى دائما أنه على صواب. ويستطرد «نعيم» قائلا «هذا ما يحدث الآن فى رابعة العدوية: مجموعة تسيطر على المنصة تلقن الشباب أهدافهم وأفكارهم التى تأتى دائما فى شكل تعليمات». ويتابع: الإشكالية تبدأ من هنا لأن الشباب يتلقون هذه الأفكار وسط تغييب كامل لعقولهم، فينفذون ما يطلبه منهم مسئول التنظيم أو الجماعة كما هو الحال داخل تنظيم الإخوان فالمرشد العام أو أعضاء مكتب الإرشاد أو أى شخص كبير فى الجماعة، ليس قدوة فقط، ولكنه المهيمن والمسيطر على كل من حوله، خاصة إذا كانت هذه السيطرة باسم الدين، وبالتالى فهؤلاء الشباب يصدقون ما يقال لهم ويفعلون ما يؤمرون به. ويحلل أستاذ الاجتماع بكلية الآداب جامعة عين شمس، حكايات الرؤى التى يتداولها شباب رابعة العدوية قائلا «هذه الرؤى مجرد إيحاءات تسيطر على العقل الباطن، لكن هى فى حقيقة الأمر لا مكان لها فى الواقع، لأنها عبارة عن جمل ترتبط بمخيلة الشخص المتلقى للكلام دون النظر إلى مدى صحتها، أو ارتباطها بالشرع من عدمه». ويرى «نعيم» أن أصحاب هذه الرؤى ليس شرطاً أن يكونوا من الفقراء، ولكن هناك ظروف اجتماعية أخرى قد تكون أشد من الفقر، يرتبط أغلبها بالتفكير المغلق المنطوى على التلقين دون البحث عن المعلومة وتفسيرها لفهم الحقائق، وهنا تكون الكارثة، لافتاً إلى أنه لا يمكن انتشال شبابنا المغيب إلا بمحاكمة كل من زرع أفكارا مغلوطة عن الدين، وارتباطه بالعنف، فالرؤى قد تجسد لدى بعضهم محاولة الوصول إلى السلطوية التى يرونها دائما أعلى منصة رابعة بين قيادات الجماعة. ويشدد «نعيم» على أن الدعوات التى تتحدث عنها النخبة لإجراء مصالحة وطنية لا يمكن تحقيقها على أرض الواقع.. فقيادات الجماعة حرضوا على القتل والعنف.. والسؤال هل يعقل أن يتصالح العالم مع المجرمين.. الإجابة قطعا «لا».. إذن ليس أمامنا سوى العقاب والحساب والسجن لكل من حرض على العنف وإراقة دماء أبناء هذا الوطن.. بعدها يبدأ الإصلاح من خلال إعادة التأهيل وخلق مجالات للثقافة ومعرفة الآخر من خلال التفكير الحر والنقد البناء للمجتمع. ولا ننسى أن هولاء الشباب أغلبهم محرومون من الأندية أو المسارح أو الندوات التثقيفية أو الأنشطة التوعوية.. وبالتالى فهم فى حاجة إلى بيئة خصبة لإعادة تأهيلهم إلى الحياة الطبيعية مرة أخرى.