سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الوطن» داخل مساجد نظام مرسى..استخدمت فى الدعاية وحشد المسيرات.. وتكفير الشعب والمعارضين مسجد القدس: هنا خرج «مرسى» فى آخر جمعة له ولم يعد إلى قصر الرئاسة
مساجد اعتاد أهل السياسة من النظام السابق للإخوان والمنتمين لهم، أن يكونوا أحد مريديها، منهم من قبض عليه وآخر موضوع تحت التحفظ من قبل الأمن، الرئيس المعزول محمد مرسى اعتاد على الصلاة فى مسجد «القدس»، الذى شهد آخر صلاة له قبل عزله بأيام، كما كان المهندس خيرت الشاطر نائب مرشد الإخوان أحد مريدى مسجد «بلال بن رباح» بمدينة نصر، الذى اعتاد الصلاة فيه بشهر رمضان من كل عام، أما حازم صلاح أبوإسماعيل فلم يعد يصلى فى مسجد «أسد بن الفرات» ولكن أنصاره ما زالوا يوجدون فيه. مسجد القدس بالتجمع الخامس، من هذا المسجد خرج الدكتور مرسى فى آخر صلاة جمعة صلاها بهذا المسجد قبل عزله بأيام، وقتها تحدث خطيب المسجد فى خطبة لم تعجب أنصار الرئيس المعزول، مما دفعهم للتشاجر معه بعد الصلاة والتعدى عليه، يقول الشيخ أشرف الفيل إمام مسجد القدس، إنه أثناء آخر صلاة جمعة قبل رحيل مرسى، كانت الأجواء متوترة جداً فى هذا اليوم، نظراً لاقتراب يوم 30 يونيو، قائلاً «جيت فى خطبة الجمعة قلت إن المؤيدين مايطلعوش بمظاهرات، وإن المعارضين دلوقتى هما اللى خارجين للاعتراض على أشياء مش عاجباهم، لأن اللى طالع يتظاهر هو إلى بيبقى معترض». يروى أنه بعد انتهاء الخطبة وجد عدداً من أنصار الرئيس يهتفون له «بنحبك يا مرسى»، فأمسك بالمايك وتحدث إلى الناس أنه لا يجوز فعل هذه الأفعال داخل المسجد، «أنا مسكت المايك قولت كدا، وراح جاى واحد من أنصار الرئيس وضربنى بالميك فى بطنى»، يؤكد إمام المسجد أنه لا يتحدث فى السياسة مطلقاً، وأن الرئيس اعتاد الصلاة فى المسجد بعدما قام بعمل مجموعة خطب حول الفتنة، وكان يصلى مرتين فى الشهر بالمسجد. قال أشرف الصياد أحد سكان المنطقة إنه بعد رحيل الرئيس محمد مرسى عن الحكم، لم يختلف أى شىء فى المسجد سوى غيابه عن الصلاة وبصحبته مئات من أفراد الأمن، «أكثر شىء كان بيضايقنى فى صلاة الدكتور مرسى فى المسجد، هو حجم التأمين اللى كان بيبقى موجود بشكل مستفز، وبياخد النصف الأمامى من المسجد». يروى «الصياد» أنه صلى فى رمضان من العام الماضى مع الدكتور مرسى فى مسجد فاطمة الشربتلى، وكان لا يصاحبه هذا العدد من الحراسة، لذلك إذا كان يريد الصلاة بهذه الحراسة، كان عليه أن يصلى فى مسجد بمفرده معهم، كما أن الشيخ هنا فى المسجد يؤكد دائماً على عدم الحديث فى السياسة، وأن ما حدث فى الجمعة الأخيرة التى صلى فيها الدكتور مرسى بالمسجد، كانت نتيجة ما فعله أنصاره من الهتاف له، كما أنه عقب صلاة التراويح منذ أيام، وقفت امرأة لتدعو الناس للخروج لنصرة الدكتور مرسى فى مليونية الجمعة الماضية التى كان ينظمها أنصاره. فيما قال «عمرو» أحد سكان المنطقة إن الدكتور محمد مرسى فى بداية توليه الحكم، كان وجوده فى المساجد أمراً عادياً ولا يضايق الناس، ولكن فى الفترة الأخيرة، كان وجوده يمثل ضيقاً للمصلين والأهالى، وهو ما انتهى بعد رحيله، نظراً للتكثيف الأمنى الذى كان يحيط به ويملأ المسجد، «هنا فى مسجد القدس لم تختلف الخطبة فى وجود الدكتور مرسى أو عدم وجوده، الشيخ مش بيتكلم فى السياسة، والناس كانت بتضايق من وجوده بسبب كثرة الأمن الموجود واللى بياخد نص المسجد تقريباً» طبقاً لما قاله. يروى أن صلاة «مرسى» فى مسجد «الحمد» كانت تختلف عن صلاته فى مسجد «القدس»، كان الخطيب أثناء وجوده فى المسجد، يوجه الخطبة بكلام يؤيد الرئيس، وكان يدعو له وذلك فى الخطب التى كان يحضرها، مما جعله يعكف عن الصلاة فى المسجد، قائلاً «آخر صلاة جمعة حضرتها فى مسجد الحمد فى وجود مرسى كانت قبل يوم 30 يونيو بأسبوع، وانتظره عدد من المعارضين خارج المسجد وهتفوا ضده ارحل ارحل، وهو يقف ويحييهم فى مشهد مستفز للموجودين، وده خلانى مبقتش أحضر الجمعة فى المسجد، حتى أن ابنى كان بيقولى منروحش نصلى فيه بسبب الزعيق إلى كان بيشوفه فكان بيخاف»، موضحاً أنه فى هذه المرة تحديداً ظل الدكتور مرسى موجوداً داخل المسجد عقب الصلاة لوقت طويل، وهو غير المعتاد فى جميع الصلوات التى كان يحضرها، حيث كان يخرجه الأمن عقب الصلاة مباشرة من الباب المخصص لخروجه. قال أحمد أحد سكان مدينة نصر، الذى يصلى دائماً فى مسجد بلال بن رباح، المسجد الذى يضم يومياً آلاف المصلين نظراً لجمال صوت الإمام، الذى يأتيه المصلون من كل مكان فى مدينة نصر وخارجها، وهو المسجد الذى كان يصلى به نائب المرشد العام للإخوان المهندس خيرت الشاطر، يتحدث عن أنه كان يرى خيرت الشاطر يصلى هنا فى المسجد، نظراً لأنه أحد سكان المنطقة، فكان يعتاد منذ سنوات على الصلاة بالمسجد يوم الجمعة والصلوات العادية وصلاة التراويح فى شهر رمضان. يروى الشاب العشرينى أنه فى الفترة الأخيرة قبل أحداث 30 يونيو، كان يراه دائماً ومعه عدد من الناس يمشون من حوله، وطبقاً لكلامه «مقدرش أقول إنهم كانوا حراسة لأنى مكنتش بشوف معاهم سلاح، لكن ممكن نقول إنهم عدد من الناس القريبة منه، وكانوا بيبقوا معاه فى الفترة الأخيرة، حتى لا يحدث معه أى احتكاك غير مناسب من أى أحد، كما أنه لم يمنع أحدهم أى شخص من الحديث مع المهندس خيرت أو الاقتراب منه»، موضحاً «علاقة المهندس خيرت كانت كويسة بأهالى المنطقة»، كما أنه أشار إلى أن المسجد لم يختلف فى شىء بعد أحداث 30 يونيو، فعدد المصلين كما هو معتاد فى شهر رمضان. كما قال «محمد» الذى يأتى من المهندسين خصيصاً للصلاة فى المسجد، إنه لم ير المهندس خيرت الشاطر سوى مرة واحدة العام الماضى، وكان يرتدى جلباباً أبيض ولا يوجد حوله أى حراسة، موضحاً أنه يصلى فى المسجد منذ أكثر من 5 سنوات، ولم يختلف أى شىء فى المسجد من قبل الثورة وبعدها، فالمسجد يميل هنا إلى المنهج السلفى، ويحتشد به آلاف المصلين كل عام لصلاة التراويح. أما عن مسجد «أسد بن الفرات» الذى كان يصلى فيه دائماً حازم صلاح أبوإسماعيل وأنصاره، يقول عادل شعيب الرجل الأربعينى الذى يقطن فى منطقة الدقى منذ الصغر، إن المسجد هنا كان نقطة انطلاق للمسيرات، فهو كان مكاناً لتجمع أنصار حازم صلاح أبوإسماعيل، وأن حازم صلاح اعتاد الوجود فى المسجد لإعطاء درس دينى يوم السبت، أما بعد انتخابات الرئاسة قل وجوده فى المسجد، خاصة بعدما رفض الأهالى أن يأخذ المسجد منبراً للدعاية الانتخابية، أما عن الأحداث الجارية فما زال يتجمع أنصاره وينطلقون من هنا، كما حدث فى الجمعة الماضى وقت ما كانوا يدعون لمليونية تأييد للدكتور مرسى. يروى أن الشىء الذى يضايق المصلين وأهالى المنطقة من وجودهم هو كثرة عددهم، لا يستطيع المصلون المترددون دائماً على المسجد الوضوء أو الجلوس داخل المسجد، حيث يقترب أنصاره أثناء وجودهم فى المسجد إلى أكثر من ألفى شخص، أما عقب أحداث 30 يونيو، لم يأت سوى أنصاره فى الأوقات التى ينظمون فيها مليونيات، فيتجمعون فى المسجد عقب صلاة الجمعة وينطلقون إلى ميدان النهضة.