بينما لا تزال هناك محاولات للتقارب بين الرئيس محمد مرسى والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر على خلفية تأزم العلاقة وقت إجراء الانتخابات تفجرت أزمة جديدة ربما توقف هذه المحاولات، وذلك فى أعقاب انسحاب الطيب من قاعة الاحتفال الرئيسية بجامعة القاهرة قبل وصول رئيس الجمهورية لإلقاء خطابه بمناسبة أدائه اليمين القانونية لتوليه منصب الرئيس أمس الأول، وذلك لعدم وجود مكان مخصص لاستقبال شيخ الأزهر ضمن كبار الضيوف الذين تم استضافتهم بصالون خاص مرفق بالقاعة الرئيسية، مما اضطر الطيب للجلوس فترة طويلة فى مقاعد الصالة العامة، ثم آثر الانصراف حرصاً على كرامة الأزهر وعلمائه، على حد وصف الأزهر. وأشارت المشيخة فى بيان لها أمس: «مناسبة الاحتفاء بالرئيس المنتخب عزيزة علينا جميعاً، ولدى الأزهر الشريف بوجه خاص، فقد كان المتفق عليه، تقديراً لهذه المناسبة الكريمة، أن يشارك أعضاء هيئة كبار العلماء -فى أول نشاط رسمى لهم- فى هذا الحفل، وأن يكون شيخ الأزهر فى الموقع اللائق بمكانته، لكن فوجئ العلماء أعضاء الهيئة من أمثال الدكتور حسن الشافعى رئيس مجمع اللغة العربية وكبير مستشارى شيخ الأزهر، والدكتور على جمعة مفتى الجمهورية، والدكتور محمد عبدالفضيل القوصى وزير الأوقاف، بعدم تخصيص أماكن لهم، وحين استقرّ بعضهم فى أماكن خالية من الصف الثالث بالقاعة طُلب منهم أن يغادروها إلى غير مكان محدّد. وقال السفير محمد عبدالجواد، مستشار الطيب، إن الأزهر يأسف لما حدث، مؤكداً أن شيخ الأزهر كان قد بادر بتقديم التهنئة إلى السيد الرئيس عقب فوزه فى انتخابات الرئاسة، كما ذهب على رأس وفد من كبار العلماء لتهنئة الرئيس فى القصر الجمهورى، فضلاً عن أنه استقبله فى الجامع الأزهر حينما أتى لتأدية صلاة الجمعة الماضية، لافتاً إلى أن الأزهر يدعو الله تعالى أن يكلل جهود مرسى بالتوفيق فى استكمال أهداف الثورة وتحقيق آمال الشعب المصرى. وأضاف عبدالجواد أن وضع شيخ الأزهر فى الترتيب البروتوكولى يأتى بعد رئيس الوزراء، لأنه بدرجة رئيس الوزراء، مؤكداً أن هذا ليس خطأ فى البروتوكول بقدر ما هو خطأ من أحد القائمين على التنظيم، لافتاً إلى أن هذه الواقعة أول مرة تحدث مع شيخ الأزهر. وحول احتمالات تقديم رئاسة الجمهورية اعتذاراً للإمام الأكبر قال عبدالجواد: إن المشيخة لم تطلب ذلك من الرئاسة غير أن حدوثه أمر وارد. من جانبه استنكر النائب الإخوانى الدكتور يسرى هانى، وكيل اللجنة الدينية بمجلس الشعب «المنحل» والأستاذ بالأزهر، ما حدث مع شيخ الأزهر، وقال إن هذا يعد خطأ فى التنظيم يتحمل مسئوليته المنظمون، لافتاً إلى أن تنظيم الحفل لم يكن على المستوى المطلوب وأن شيخ الأزهر له كل التقدير والاحترام ولا بد أن يتبوأ مكانته اللائقة بالأزهر وعلمائه.