أصدر الأزهر الشريف بياناً، ظهر اليوم، أكد فيه أن انسحاب شيخ الأزهر من جامعة القاهرة قبيل إلقاء الرئيس محمد مرسى خطابه للأمة جاء اعتراضاً على بروتوكول رئاسة الجمهورية. وأوضحت مشيخة الأزهر أنه كان من المتفَقِ عليه مع القائمين على تنظيم الحفل الذى أقيم بقاعة الاحتفالات الكبرى لجامعة القاهرة، وهى مناسبة عزيزة علينا جميعاً ولدَى الأزهر الشريف بوجه خاص، أن يتم مكان مخصص للأمام الأكبر وفقاً لقواعد البروتوكول. وتابع، حقيقة الأمر أنه لم يكن هناك مكان مخصص لاستقبال شيخ الأزهر ضمن كبار الضيوف الذين خصص لهم صالون خاص مرفق بالقاعة الرئيسية، مما اضطر شيخ الأزهر للجلوس فترة فى مقاعد الصالة العامة وانتظر طويلاً ثم آثر الانصراف حرصًا على كرامة الأزهر وعلمائه. وكان من المتفق عليه، تقديرًا لهذه المناسبة الكريمة، أن يشارك أعضاء هيئة كبار العلماء، فى أول نشاط رسمى لهم فى هذا الحفل، وأن يكون فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر فى الموقع اللائق بمكانته بين الحضور. ووصف الأزهر ما حدث بالأمر المؤسف، مؤكداً فى الوقت ذاته أنه بادر بتقديم التهنئة إلى الرئيس، والتقى به شيخه مع طائفة من العلماء البارزين فى القصر الجمهورى، وفى جامع الأزهر المعمور. من جانبها، استنكرت الحركة الشعبية لاستقلال الأزهر التصرف غير اللائق مع الإمام الأكبر، مشيدة بموقف شيخ الأزهر بالمغادرة، حيث أكد عبد الغنى هندى، المنسق العام للحركة، أنه يعلم ورع وزهد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وأنه لم يغادر الموقع غضباً لنفسه ولكن لمقام شيخ الأزهر، مشيراً إلى أن الشيخ عبد الحليم محمود، شيخ الأزهر الراحل، كلف بأن يكون نائباً عن رئيس مصر فى مؤتمر بفرنسا، وعندما ذهب إلى المطار وجد أنه حجز له درجة ثانية فلم يغادر وانسحب، وعندما سئل عن تواضع العلماء قال، "أنا كعبد الحليم محمود لا أساوى شيئاً، ولكن مقام شيخ الأزهر لابد أن يحترم". وأضاف أن العالم كله يقدر مقام شيخ الأزهر، فقد استقبله رئيس باكستان ذات مرة وكان ذلك خارجاً عن إطار البروتوكولات، فقال إن "رؤساء العالم كثر، أما شيخ الأزهر فهو واحد فقط"، ودعت الحركة الشعبية لاستقلال الأزهر ضرورة اعتذار الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية عما حدث لشيخ الأزهر وزيارته بالمشيخة لتقديم الاعتذار بنفسه.
