أعرب الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس إدارة الدعوة السلفية، عن قلقه من فشل المشروع الإسلامى كله إذا فشل الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، فى المرور بالبلاد من الأزمات الحالية، وقال: إن الصراع القادم سيكون حول مرجعية الشريعة فى الدستور، وتمرير الحل الليبرالى خيانة للوطن. وأوضح برهامى فى تصريحات ل«الوطن»: أن المشروع الإسلامى لن ينجح بالعواطف فقط، محذراً من أنه إن لم يحقق كفاية المجتمع لحاجاته فإنه لن ينجح، مشيراً إلى أن مصر تشهد تجربة وليدة بأول انتخابات حرة ولو فشلت التجربة من الناحية الاقتصادية فلن تنفع السياسة. وطالب بأن تكون الحكومة الائتلافية القادمة مبنية على الكفاءة قبل الولاء، لافتاً إلى أن الأوزان النسبية للقوى السياسية يمكن مراعاتها بكفاءات قادرة على حمل المسئولية فى الأوقات الحرجة، وإذا لم يمكن ذلك فالأمر يجب أن يكون بالكفاءة فقط. وأضاف: يجب أن يكون الرئيس المنتخب هو صاحب القرار الأول فى تشكيل طاقم الرئاسة المحيط به، مشدداً على أنه فى حالة المرأة والأقباط يجب أن تكون الكفاءة أيضاً هى المعيار الأساسى، وتابع: البعض يظن أن ما تحقق حتى الآن يمثل قياماً للدولة الإسلامية المنشودة، لكن الناظر إلى الساحة السياسية والاجتماعية يتأكد أن المعركة بين المشروع الإسلامى والمشروع الغربى الليبرالى اختلفت، فإن محاولة إفشال مؤسسة الرئاسة القادمة -التى ما زالت بلا صلاحيات حقيقية حتى الآن فى ظل الإعلان الدستورى المكمل - هى محاولة لإسقاط المشروع الإسلامى برمته. وفى السياق ذاته، نبه برهامى -عبر موقع «صوت السلف»- إلى أن الصراع الآن حول هوية الأمة ومرجعية الشريعة فى الدستور الجديد هى معركة لا بد أن نبذل كل جهد فى إشراك «الشارع المصرى كله» فى مواجهة مَن يريدون طمس الهوية الإسلامية والعربية؛ وقال: لولا الرجوع لشرع الله ولو حتى بالتدريج، ولو حتى بالنص عليه فى الدستور، باعتبارها عقيدة الشعب المصرى المسلم، ورغبته الأكيدة التى يقدم من أجلها كل التضحيات والتنازلات فى جوانب الحياة المختلفة. وأكد برهامى أن محاولة البعض تمرير قبول حل ليبرالى أو علمانى على أمل إمكانية التغيير فى المستقبل يُعد خيانة لضمير الأمة وقضيتها الأساسية «سوف يعقبه الخذلان الذى لا نتحمله»؛ لأن الشعب لم يختر الإسلاميين فى كل الانتخابات، سواء البرلمانية أو الرئاسية، إلا لأجل هذه القضية فى المقام الأول. وأضاف «هناك قضية أخرى لا بد مِن الانتباه لها، وهى: الإغراق فى الآمال فى المرحلة الحالية، والمطالبة بتحقيق كل المطلوب ومرة واحدة، دون رعاية للقدرة والعجز، والتفريق بين الممكن المتاح والمأمول المرجو، ودون وزن صحيح للمصالح والمفاسد».