مستخدما علاقاته بمعتصمى ومتظاهرى الميدان منذ ثورته الأولى، وجه عبدالله عبدالرحمن رسالة إلى المواطنين، وروج لها من خلال «فيس بوك»، بهدف إقامة أكبر مائدة رحمن فى العالم، أدواته فى هذا بسيطة، حيث فكر الشاب الثلاثينى فى الاستفادة من الميدان الذى جمع بين جنباته الفرح والحزن، وتشرب بدماء شهداء ومصابى ثورة يناير: «كل واحد بيكمل ثورته على طريقته.. وأنا فكرت فى المائدة دى عشان أجمع المتظاهرين كلهم.. يبقى الميدان هو اللى جمعنا بالعيش والملح». «عبدالله» تخرج فى كلية التجارة، قرر تنظيم إفطاره العالمى فى كل جمعة خلال رمضان: «الفطار بطريقة المشاركة كل شخص يأتى بطبق.. كأنه دِش بارتى، لكن فى الميادين وليس فى البيوت»، يؤكد: «لو الأعداد اللى نزلت الميدان جت ولبت دعوة إفطارى، وكل واحد جاب طبق من بيته فيه أكلة بيعرف يعملها أو تناسب إمكانياته، هنعمل أكبر وأضخم مائدة فى العالم». خاطب «عبدالله» شيوخ العلماء من الأزهر الشريف الذين يقدمون الدين الوسطى من أجل إمامة المفطرين فى جمع إفطاره: «الموضوع مش أكل وبس.. عاوزين نعرف الناس بحلاوة الدين الإسلامى.. بعد ما الإخوان شوهوه»، يصف «عبدالله» القادم من محافظة الفيوم حاله بأنه «اتمرمط» من أجل اقتناص فرصة عمل «زى الناس»، لكن ضيق الحال وعدم امتلاكه ل«الواسطة» المطلوبة، جعلته يجلس فى بيته إلى جوار أشقائه الصغار: «الشىء اللى مضايقنى فعلا هو إن إحنا اللى بنعمل الثورة ضد الظلم والخداع.. لكن فى النهاية مش بناخد أى حاجة.. بس الثورة هتفضل مستمرة».