قال إريك تراجر، الباحث في معهد واشنطن، إن سوك جماعة الاخوان المسلمين الاستبدادي المتسلط بعد مرور عام واحد على وصولها إلى سدة الحكم، أدى إلى تنفير ملايين المصريين، مضيفا أنه بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي واحتجاز قادة "الإخوان"، وإصدارها مذكرات اعتقال بحق أكثر من 300 شخص كما أفادت التقارير، وإغلاق المحطة التلفزيونية ل "الجماعة" وكذلك بعض مكاتبها، ثم قتل 53 وإصابة المئات في مظاهرة خارج مقر "الحرس الجمهوري"، لا يبدو أن "الإخوان" سينسحبون من المشهد بهدوء. وأشار تراجر، في تقريره، إلى أن عبد الجليل الشرنوبي، عضو سابق في "الجماعة" كان قد عمل في مقرها المركزي في الفترة 2005-2011، قال له "كان للإخوان سقف لا نلمسه ونلعب أسفله، على سبيل المثال، الرئيس حسني مبارك كان هو السقف قبل ثورة يناير 2011، فقد وضعت الجماعة حدودا داخلية حول المدى الذي يستطيع معه أعضاؤها مهاجمة نظام مبارك". وأضاف الشرنوبي ل "تراجر" إن انتقاد بعض الوزراء كان أمرا لا غبار عليه، لكن مهاجمة مبارك شخصيا لم تكن أمرا مقبولا، مع بعض الاستثناءات بين الفينة والأخرى، قائلا "عقب الإطاحة بمبارك أصبحت واشنطن هي السقف، حيث كان "الإخوان" يخشون من أن مواجهة الولاياتالمتحدة بشكل مباشر حول مصالحها الرئيسية سوف يقود إلى استجابة مدمرة، ولهذا السبب لم يقم الإخوان بإلغاء معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل من عام 1979، رغم معارضتهم الواضحة للاتفاقية ولوجود إسرائيل من الأساس. وتابع تراجر "خلال رئاسة مرسي، تعامل "الإخوان" مع الجيش أحيانا على أنه خارج نطاق السيطرة، فقد احترمت "الجماعة" استقلال الجيش وفضلته على مصالحها الاقتصادية الخاصة والقضايا الدفاعية، بل إنها رسخت ذلك الاستقلال في الدستور الذي صدّق عليه مرسي بعجلة في ديسمبر، بيد أن الأمر الجدير بالملاحظة هو أنه على الرغم من أن فرص "الإخوان" للفوز ضد الجيش تعد محدودة، إلا أنهم يبدو مستعدين لمواصلة الصدام.