تظاهر المئات بميدان التحرير، صباح أمس، ضمن مليونية «الشرعية للشعب»، التى دعت لها حملة تمرد لتأكيد مطالب الشعب وتحقيق أهداف الثورة، وذلك وسط تجهيزات للإفطار الجماعى الذى بدأ مع مثول الجريدة للطبع، فيما طالب خطباء الجمعة بالميدان ومسجد عمر مكرم الشعب بمساندة جيشه لإنقاذ مصر من الإرهابيين والمتطرفين، حسب تعبيرهم. وقال الشيخ مظهر شاهين، خطيب مسجد عمر مكرم خلال خطبة الجمعة أمس: إن ما كان يحدث إبان حكم «مرسى» ليس من الشريعة ولا يمت إلى الإسلام بصلة، لكن النظام الإخوانى كان يريد أن يبنى سلطته على الوقيعة بين الجيش والشعب وبين القضاء والشرطة، متسائلا: كيف لنظام يقول إنه إسلامى أن يسمح بالفرقة بين أبناء الوطن الواحد؟ وأوضح أن أحد أهم أسباب النصر فى «30 يونيو» أن أجهزة الدولة كلها باتت فى خندق واحد ضد نظام لا يعرف عرضاً ولا كرامة. ووجه «شاهين» رسالة لمتظاهرى «رابعة العدوية» قائلا: «كيف تحرضون على قتل المتظاهرين وأبناء الجيش ثم تهتفون وتقولون سلمية؟ كيف تخزنون الأسلحة فى الاعتصامات ثم تدعون أنكم راغبون فى الشهادة؟»، مشيراً إلى أن من يتحدث عن الشرعية عليه العلم أن المصريين هم من منحوا محمد مرسى الشرعية فى الانتخابات الرئاسية ثم سحبوها بعد عام؛ لأنه أقل من ذلك، مطالباً بضرورة خضوع كل من حرّض على السرقة والنهب والقتل والتزوير من قيادات الإخوان للمحاكمة، مضيفاً: «سينكشف الطرف الثالث فى أحداث ماسبيرو ومجلس الوزراء ومحمد محمود». من جانبه، قال الشيخ جمعة محمد على، خطيب الميدان: إنه لا تصالح مع القتلة، موجهاً رسالته لشباب تنظيم الإخوان قائلا: «عودوا إلى الصف الوطنى، ولا تكونوا نار الفتنة»، معتبراً أن مصر الآن على طريقها لتعود للشريعة الإسلامية وليس شريعة حسن البنا، كما كان سابقاً. وأضاف، خلال الخطبة التى ألقاها من على منصة التحرير، أن تنظيم الإخوان لم يراعِ حرمة الدماء، وتجاوز فى أفعاله، واستخف بالشعب المصرى باسم الدين والشريعة الإسلامية، وهو ما جعل المصريين ينتفضون فى 30 يونيو، للتخلص من حكم الجماعة، الذى لم يراع حقوق الشعب المصرى. وطالب «جمعة»، شباب الجماعة المعتصمين فى ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر وميادين مصر المختلفة بضرورة عدم الانصياع وطاعة أوامر قياداتهم؛ لأن هدفهم هو شق الصف المصرى والتفريق بين أبناء الشعب الواحد. يأتى ذلك بينما اتجه المعتصمون والمتظاهرون للهروب من حرارة الجو المرتفعة داخل الخيام الموجودة فى صينية الميدان وأمام مجمع التحرير، وفرضت اللجان الشعبية إجراءات أمنية مكثفة، وأغلقت حواجز الميدان بالأسلاك الشائكة والرمال خوفاً من أى هجمات إخوانية. وأذاعت المنصة الرئيسية القرآن الكريم حتى الإفطار، وتواصلت الاستعدادات حتى مثول الجريدة للطبع إلى الإفطار الجماعى الذى دعت إليه حملة تمرد أمس فى الميدان ومحيط قصر الاتحادية تحت شعار «الشرعية الثورية»، ووضع متطوعون من أعضاء الحملة مئات الطاولات داخل ساحة مجمع التحرير وقاموا بتنظيفها. وقال عصام الشريف، المنسق العام للجبهة الحرة التغيير السلمى: إن المطرب على الحجار سيشارك فى إحياء ليلة غنائية عقب الإفطار، فضلاً عن إمامة الشيخ صلاح الجمل صلاة التراويح. فى إطار مختلف، قال عمرو بدر، العضو المؤسس فى حملة تمرد: إن الحملة فى طريقها لافتتاح جريدة خاصة بها ووكالة أنباء مجهزة لتكون وسيلة صحفية معبرة عن صوت الثورة وتقديم رسائل توعوية للشعب بدلاً من الاستماع إلى وسائل الإعلام المتطرفة.