تنجح الثورات دائماً فى دعم التيار الأقوى فى الساحة السياسية، لكن الثورات المصرية كان لها شأن مختلف مع الإخوان، حيث تأتى لتقسم صف الجماعة، يتخلى عنها البعض وينضم لمعسكر سياسى مغاير، حدث هذا بعد ثورة يناير، وتكرر بعد ثورة يونيو، فمن فصلتهم الجماعة بقرار صادر عن مكتب الإرشاد، رفضوا أن يخرجوا من دائرة الحياة السياسية إلى فراغ «المنشقين» فبدأوا فى تأسيس حزب «التيار المصرى»، وفى يونيو خرج بعض شباب الجماعة ليكوّنوا «حركة أحرار الإخوان» ويواجهوا قياداتهم رافضين أن يكونوا وقود نار لن تُطفأ إلا بإشارة من المرشد. حركة «أحرار الإخوان» أصدرت أول بياناتها على صفحتها الرسمية مستشهدة ببيان البنا «ليسوا إخواناً ولا مسلمين» مؤكدين أن انشقاقهم ليس عن الجماعة وإنما عن قياداتها: «نناشد قياداتنا أن يعودوا لرشدهم ولا يدفعوا الوطن إلى بحور الدم التى وقودها وضحاياها شباب الجماعة»، مؤكدين دعمهم الكامل لقرارات الجيش. إسلام لطفى، وكيل مؤسسى حزب التيار المصرى وأحد المفصولين من الجماعة إبان ثورة يناير، يؤكد أن «الإخوان» بحكم أدبياتها جماعة إصلاحية، ومفهوم الثورة نفسه هم ضده، وهذا فى الغالب ضد مفاهيم الشباب الحماسية الذين يعتبرون مواقف الجماعة أقل من سقف التوقعات: «فى يناير بدأت أزمتنا مع الجماعة لما شافوا إن الثورة انتهت بتنحى مبارك وكان لنا رأى مخالف لم نستطع إقناع الجماعة به على مدار 5 أشهر، فكان لا بد من هذه الخطوة». «لطفى» يرى أن ما يحدث فى الشارع من حشد للأنصار، ودفعهم لميدان الحرب ضد الشعب كله من شأنه أن يؤثر فى نفوس شباب الجماعة وخاصة مع بداية سقوط ضحايا.. «خروج حركة أحرار الإخوان فى هذا التوقيت دلالة واضحة على حالة الانفصال بين شباب الجماعة وقيادات لا تريد أن ترى أو تسمع سوى مصلحتها»، مضيفاً أن ما يحدث فى الشارع الآن كفيل بأن يُخرج للمجتمع أجيالاً منحرفة فكرياً تحمل دعوات العنف والجهاد ضد المجتمع كما حدث فى أيام عبدالناصر: «شباب الإخوان سواء المؤيدون أو المعارضون لازم يندمجوا فى حوار مجتمعى، وإرهابهم الآن سيخلق كابوساً ستعيش به مصر أعواماً طويلة».