فصل 5 من شباب الإخوان مؤشر على انفراط عقد الجماعة غموض الأجندة السياسية للإخوان يخيف المصريين قرار جماعة الإخوان المسلمين التي توصف بأنها من أفضل القوى السياسية تنظيماً في الوقت الحالي، بفصل 5 من أعضائها الشباب لأنهم انضموا لحزب آخر غير حزب الإخوان "الحرية والعدالة"، أثار تساؤلات حول تسامح قياداتها وانفتاحهم على الرؤى والتوجهات المختلفة لأعضائها من الشباب، ما يهدد بانفراط عقد الجماعة، وفق صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية. الصحيفة تقول في تقرير –الأربعاء- كتبه مراسلها في القاهرة "جيفري فلايشمان"، إن هذه الخطوة تشير لأن "القوة السياسية الأبرز في مصر ليس لديها استعداد للتسامح مع المعارضة داخل صفوفها، في الوقت الذي تتجه نحو الانتخابات البرلمانية في سبتمبر." وفصل الأعضاء يعد مؤشرا بحسب التايمز على أن صلابة الإخوان الفكرية والتنظيمية التي حمتها ضد عقود من الاضطهاد في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، ربما كانت في طريقها إلى التصدع في الوقت الذي يتوق أعضائها الشباب إلى حريات سياسية ودينية أرحب في "مصر جديدة". وجاء فصل الأعضاء ال5 بعد أن شاركوا في تأسيس حزب جديد يسمى "التيار المصري" وجاء بعد أيام قليلة على فصل الجماعة للقيادي البارز عبد المنعم أبو الفتوح الذي أعلن خوضه الانتخابات الرئاسية القادمة في تحد لقرار الجماعة بعدم المنافسة على الانتخابات الرئاسية. وفيما رجحت التايمز حصول الإخوان على 25% من المقاعد في البرلمان الجديد، نظراً لتفوقها التنظيمي على الأحزاب العلمانية التي ظهرت بعد الثورة، لكن الاختلافات بين الأجيال والاختلافات الفكرية ترجح أن قادة الجماعة المحافظين لم يعودا يتمتعون بالولاء الكامل من جانب جميع أعضائها المقدرين ب600 ألف، على حد قول الصحيفة. ويقول إسلام لطفي، وهو أحد الأعضاء المفصولين إن الجماعة ليست منسجمة مع التغيرات الحالية "فهي ضد مفهوم الثورة وأدبياتها لم تدع مطلقا إلى ثورة لتغيير الحكومة. كان هذا أصوليا للغاية. لقد أرادوا أ، يغيرو المجتمع تدريجيا من الداخل." وتقول الصحيفة إن غموض الأجندة السياسية للإخوان مخيف بعض الشئ بالنسبة لأعضائها الشباب وللمجتمع على رحابته، ففي حين يصفها قادتها بأنها حركة إسلامية معتدلة، لا تعد مواقفها المتعلقة بتقييد حريات المرأة وغير المسلمين المناقضة للثورة، لا تعد أصيلة في الفكر الإسلامي. وقرار الفصل يعكس "السيطرة المطلقة للمحافظين على الجماعة، وبخاصة أعضاء مكتب الإرشاد، المعروفين بتشددهم الديني،" وفقا لنبيل عبد الفتاح المحلل بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، الذي يضيف أن "هؤلاء القادة التقليديين والمحافظين يعتبرون الشباب وأفكارهم تهديدا."