لا تصالح على الدم.. حتى بدم لا تصالح ولو قيل رأس برأس أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟ أقلب الغريب كقلب أخيك؟! أعيناه عينا أخيك؟! وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك بيدٍ سيفها أثْكَلك؟ سيقولون: جئناك كى تحقن الدم.. جئناك. كن -يا أمير- الحكم سيقولون: ها نحن أبناء عم. قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك واغرس السيفَ فى جبهة الصحراء إلى أن يجيب العدم إننى كنت لك فارساً، وأخاً، وأباً، ومَلِك! لا تصالح.. ولو حرمتك الرقاد صرخاتُ الندامة وتذكَّر.. (إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة) أن بنتَ أخيك «اليمامة» زهرةٌ تتسربل -فى سنوات الصبا- بثياب الحداد ها هى الآن.. صامتةٌ حرمتها يدُ الغدر: من كلمات أبيها، ارتداءِ الثياب الجديدةِ من أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ! من أبٍ يتبسَّم فى عرسها.. لا تصالح ولو توَّجوك بتاج الإمارة كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟ وكيف تصير المليكَ.. على أوجهِ البهجة المستعارة؟ كيف تنظر فى يد من صافحوك.. فلا تبصر الدم.. فى كل كف؟ (مقاطع من قصيدة طويلة للشاعر الكبير الراحل أمل دنقل، ضد المصالحة مع القتلة والإرهابيين).