"كلنا أسرة مع بعضينا"، "إفيه" شهير جاء على لسان الفنان خالد الصاوي، في أحد مشاهد فيلم الباشا تلميذ، لكنه استخدم بطريقة أو بأخرى لأغراض سياسية، فى خطابات كبار السياسيين، بداية من الرئيس الراحل محمد أنور السادات وصولا إلى الرئيس المنتخب محمد مرسي اليوم، فى محاولة من جانب مؤسسة الرئاسة لما يمكن وصفه ب"أنسنة الخطابات السياسية"، وإضفاء شئ من المشاعر الإنسانية والود على كلماتها، تقربا من الجمهور. كان الرئيس السادات، أول من استخدم مفهوم "الأسرة الواحدة والعائلة المصرية" فى خطابه السياسي، ففي خطبة له في الأول من مايو 1979، بمجلس الشعب، قال فيها: "يسعدني أن أظل دائما كبير العائلة المصرية، ففي هذا كل ما أريد". وكرر السادات هذا المعنى أيضا قبل رحيله بسبعة أشهر، في خطاب له بتاريخ 13 مارس 1981، إذ قال: "أنا رب عائلة مصر". ومصطلح "رب الأسرة الواحدة"، الذي اخترعه الرئيس السادات، تبعه إصدار قانون "العيب"، الذي وضع موانع على حرية التعبير وانتقاد الرئيس الذي جعل من نفسه "كبير العائلة المصرية". وبعد رحيل السادات، وبدء مبارك، عاد مفهوم "رب الأسرة وكبير العائلة"، إلى الخطاب السياسي مجددا، وإن تغيرت الكلمات والصياغة، حيث قال صفوت الشريف، رئيس مجلس الشورى السابق، وأحد رموز عصر مبارك في مؤتمر صحفي يوم 27 يناير 2011 ، في تعليقه على المظاهرات التي خرجت بميدات التحرير وميادين مصر المختلفة في الأيام الأولى للثورة "مفيش على راسنا بطحة علشان نهرب.. واحنا حاضنين الشعب"، نافيا وقتها هروب رجال الأعمال، ومشددا على أن الحكومة والحزب الوطني "شامخون من أجل الشعب"، بحسب تعبيره. وبعد أكثر من عام ونصف العام، على قيام ثورة يناير، وظهور الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي، في ميدان التحرير، عادت كلمات "الألفة" وإظهار مشاعر الود مع الشعب، من خلال استخدام عبارات من نوعية "أهلي وعشيرتي"، حيث وجه حديثه للمتظاهرين والمحتشدين في ميدان التحرير اليوم قائلاً: "جئت إليكم اليوم، دون قميص واق من الرصاص لأنني مطمئن بكم".