أدي الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي اليمين أمس بميدان التحرير استجابة لطلبات جموع المتظاهرين الذين جاءوا من أنحاء مصر منذ صباح أمس. كان المئات من مختلف المحافظات قد توافدوا علي ميدان التحرير في جمعة تسليم السلطة وهي المليونية الأولي بعد انتخاب الدكتور محمد مرسي لمنصب رئيس الجمهورية, وطالبوا الدكتور محمد مرسي أن يحضر إلي الميدان وأن يقسم أولا أمام الشعب من هذا المكان الذي اندلعت فيه ثورة يناير أمام النظام السابق وسقط فيه الشهداء, ثم يقسم في أي مكان آخر كما شاء. ولأول مرة يبدأ التحرير في توجيه مطالبه للرئيس الجديد بدلا من المجلس العسكري, حيث بدأت مليونية تسليم السلطة وصلاحيات الرئيس بمطالبات منها إلغاء حل البرلمان, وإلغاء الإعلان المكمل للدستور, وعدم التفريط في أي صلاحية للرئيس, والتدخل للعفو الشامل عن المعتقلين السياسيين, والافراج عن ضباط8 أبريل, ومعتقلي أحداث العباسية ومحمد محمود. كما طالبوه بالكشف عن المتورطين في إهدار دماء المصريين منذ قيام الثورة حتي الآن. وطالب المتظاهرون أيضا بضرورة عودة الجيش إلي ثكناته وإنهاء الدور السياسي للمجلس العسكري, وعدم المساس بالجمعية التأسيسية, وإعادة محاكمة مبارك وأعوانه. ورفض المتظاهرون أي منطق للمساومة حول هذه المطالب, التي نادوا بها قبل مجيء مرسي إلي سدة الحكم فهذه الجمعة تأتي بعد اسبوع مليء بالمسيرات والمظاهرات والاحتفالات الليلية التي جاءت جميعها للضغط من أجل تحقيق هذه المطالب, فضلا عن استمرار الاعتصام الذي دخل في يومه ال14 بهدف الضغط أيضا واثبات أن المسألة لم تكن متعلقة فقط بفوز مرسي وذلك علي حد تعبيرهم. واستمر توافد المسيرات للميدان علي الرغم من حرارة الشمس ولكنها زادت أكثر بعد العصر, حيث جاءت مسيرات من مساجد مصطفي محمود, والاستقامة, والفتح, وجميعها أكدت تعزيز مطالب الميدان وتحقيق باقي أهداف الثورة. واستمر المتظاهرون والمسيرات الوافدة في المطالبة بإبعاد المجلس العسكري وسياسته في المرحلة الانتقالية مطالبين بتسليم السلطة كاملة وإعطاء صلاحيات الرئيس, ولم يتوقف المتظاهرون عن هتافهم يسقط يسقط حكم العسكر. ولم ينس المتظاهرون المطالبة بتطهير المؤسسات الحكومية من الفساد الذي عشش فيها قرابة30 عاما فترة الرئيس السابق الذي لم يحارب الفساد بل شجعه علي حد وصفهم. اما الاصطفاف الوطني فكان مطلبا ملحا للدكتور محمد مرسي, وذلك بضرورة تشكيل حكومة ائتلافية تضم كل التيارات, وأن يكون رئيس الوزراء شخصية وطنية تعبر عن آمال وطموح ومطالب الثورة. وانتشرت اللافتات وملأت أرجاء الميدان في جمعة تسليم السلطة, التي تطالب بالصلاحيات الكاملة والغاء الاعلان الدستوري والتأكيد علي3 لاءات.. لا لحل البرلمان, ولا للاعلان الدستوري المكمل, ولا للالغاء التأسيسية. كما أكدت احدي اللافتات أنه لا رحيل إلا برئيس له صلاحيات كاملة. وتواصلت الهتافات التي تعزز هذه المطالب حيث ردد المتظاهرون هتافات اللي فاكر نفسه كبير له الثورة في التحرير, وقول اتكلم السلطة لازم تتسلم, وعسكر يحكم مدني ليه هي معسكر ولا ايه احنا الشعب الخط الاحمر يسقط يسقط حكم العسكر. وشهدت مليونية أمس مشاركة من مختلف القوي السياسية وعلي رأسهم وكانوا الأكثر احتشادا التيار الاسلامي بكل فصائله حيث شاركت جماعة الاخوان المسلمين, والجبهة السلفية والحرية والعدالة, وحزب النور. ومن الحركات الشبابية والثورية حركة شباب6 ابريل وحركة شباب25 يناير ومجلس أمناء الثورة, واتحاد شباب الثورة. ومن ناحية أخري قد استمرت المظاهر الاحتفالية في الميدان أيضا حيث حرصت المنصة الرئيسية علي اذاعة الاغاني الوطنية وذلك ابتهاجا لما حققته الثورة وخاصة في جولة الرئاسة وفوز الدكتور مرسي بالاضافة إلي أن المسيرات أخذت نفس الطابع. ومن جانبه أكد الدكتور صفوت حجازي خلال خطبة الجمعة رفض الثوار لفكرة تسليم السلطة ناقصة. ووجه رسالة للدكتور محمد مرسي قائلا حقنا علي رئيسنا أن يقسم من علي منصتنا ومن ميدان التحرير. وطالب صفوت الدكتور مرسي بالاهتمام بالفقير والمظلوم والحذر من بطانة السوء. وهاجم حجازي المجلس الاعلي للقوات المسلحة رافضا تحكمهم في مصير الشعب. وطالب باستفتاء شعبي حول حل البرلمان, مؤكدا أنه برلمان الثورة مطالبا الشعب بعدم تقديس أحد أو رفعه فوق مصاف البشر حتي لو كان الرئيس. وختم حجازي خطبته برفض فكرة الدولة الدينية والعسكرية قائلا: نريد دولة يحكمها المدنيون. وعقب أداء صلاة الجمعة أكد حجازي مطالب ثلاثة هي: الغاء الاعلان الدستوري المكمل, وعودة البرلمان, وعودة السلطة كاملة فيما قال مطالبنا من الآن من رئيس الجمهورية وليس من المجلس الاعلي للقوات المسلحة, موجها رسالة للاعلام بضرورة الكلمة البناءة. ومن جانبه أكد الشيخ مظهر شاهين في كلمته من أعلي المنصة بعد صلاة الجمعة المطالبة بالشريعة الاسلامية أن تكون المصدر الرئيسي للتشريع, وأن الأزهر هو المرجعية الوحيدة في مصر مطالبا مرسي بعقد اللقاءات مع المسيحيين لحل مشكلاتهم, والاهتمام بالقضية الفلسطينية, وفتح صفحة جديدة من العلاقات مع الدول العربية والاجنبية. كما طالب شاهين الرئيس المنتخب بتحقيق أهداف الثورة وأولها العدالة الاجتماعية حتي ينعم فقراء مصر, وأيضا بإعادة المحاكمات والكشف عن المتورطين في أحداث محمد محمود والعباسية. فيما قال: علي من يقول إن محمد مرسي جاء بإرادة أمريكية أن يدرك أنه جاء بانتخابات ديمقراطية نزيهة شهد لها العالم. وقد توقفت المنصة الرئيسية واستمرت في الاحتفالات انتظارا حتي يأتي الدكتور محمد مرسي. وبعد صلاة العصر انسحبت حركة6 أبريل الجبهة الديمقراطية احتجاجا علي قبول مرسي حلف اليمين بالمحكمة الدستورية.