أعلنت قوات الجيش الثالث الميدانى بالسويس، أمس، حالة الاستنفار الأمنى، وشددت الإجراءات الأمنية على المؤسسات الحيوية، بعد ليلة دامية انتهت بإصابة 14 شخصا، بينهم عميد، فى اشتباكات بالخرطوش والحجارة بين مشاركين فى مسيرة حاشدة مؤيدة للرئيس محمد مرسى، ومجموعة من المعارضين للرئيس فى منطقة أبوالحسن بمدينة المثلث. واستمرت الاشتباكات حتى الساعات الأولى من صباح أمس، عندما نجحت قوات من الجيش فى السيطرة على الموقف بعد نشر مدرعاتها فى المنطقة. بدأت الأحداث الساخنة تتوالى بالسويس، عقب بيان القوات المسلحة، والتى منحت من خلاله القوى السياسية 48 ساعة لتنفيذ مطالب الشعب المصرى، قبل تدخله للإشراف على خارطة طريق للمرحلة المقبلة، وتوافد عقب البيان الآلاف من شعب السويس على ميدان الشهداء، يرفعون لافتات «الجيش والشعب إيد واحدة»، وتعالت هتافاتهم المؤيدة للجيش، وأعقب بيان الجيش بيان الداخلية، الذى أسعد المتظاهرين، وأثنوا على موقف اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، ابن محافظة السويس، والذى تضامن مع بيان الجيش وانحاز للشعب ومطالبه. وعلى الجانب الآخر، نظمت جماعة الإخوان والموالون للرئيس من التيارات الإسلامية الأخرى، مسيرة ضمت ما يقرب من 2000 متظاهر، خرجت من ساحة مسجد حمزة بمدينة الصباح، فى اتجاه حى الأربعين، رافعين صور الرئيس محمد مرسى، وعددا من أعلام تنظيم القاعدة ولافتات مؤيدة له، وتعالت هتافاتهم «إسلامية إسلامية رغم أنف العلمانية» و«الشعب يريد تطبيق شرع الله» وهتافات مناهضة للجيش للتعبير عن رفضهم لبيان القوات المسلحة، وأنهم سيدافعون عن الشرعية مهما كانت النتائج. وقال مصدر عسكرى، إنه بمجرد علم القيادة العسكرية لقوات الجيش الثالث المكلفة بتأمين محافظة السويس، بالمسيرة، أرسلت لهم تحذيرات بعدم تخطى منطقة أول السور بالمثلث، حتى لا يقع الصدام بينهم وبين المعارضين للرئيس، وواصل الإسلاميون المسيرة حتى منطقة أبوالحسن، والتى تصادف وجود بعض المؤيدين للرئيس هناك، وفجأة ودون مقدمات، بدأ الطرفان يتبادلان الرشق بالحجارة والزجاجات الحارقة والخرطوش والألعاب النارية، وسُمع دوى لإطلاق النار الحى مجهول المصدر. وأطلق أحد المؤيدين للرئيس قنبلة مسيلة للدموع، تسببت فى وقوع عدد من الإصابات بالاختناقات، وبعد فترة من الهدوء دامت نصف ساعة فقط عادت الأحداث للسخونة مرة أخرى، واندلعت الاشتباكات من جديد، وأكد شهود عيان من مدينة الإيمان، مشاهدتهم التكاتك وسيارات نصف النقل وهى تنقل مجموعات من الشيوخ لموقع الاشتباكات. وعلى الفور انتقلت 3 مدرعات و5 دبابات وعربتان مصفحتان، للفصل بين المؤيدين والمعارضين، وأصيب فى الاشتباكات العميد طارق الشاذلى، من قوات الجيش، بطلق خرطوش بالرقبة و13 آخرين، نتيجة للرشق بالحجارة والخرطوش من الجانبين المؤيد والمعارض للرئيس، وتم نقلهم للمستشفى العام للعلاج وحجز 3 منهم بالعناية المركزة، ومن المصابين محمد عبدالفتاح ونعمان على علوان وصابر أحمد السيد وعصام محمد موافى وحربى محمد عبدالحميد وسامح عبدالنور. إلى ذلك، تبادل الطرفان الاتهامات بإطلاق النار الحى، وأكد مصطفى السويسى، منسق حملة «تمرد» بالسويس، أن النار الحى تم إطلاقه على المعارضين للرئيس من المسيرة المؤيدة له، فى حين قال الشيخ عبدالخالق محمد عبدالخالق، عضو الأمانة العامة لحزب الأصالة السلفى، والذى كان يقود المسيرة المؤيدة للرئيس، إن إطلاق النار الحى أطلق عليهم من المعارضين.
