امتلأت ميادين قرى ومدن الدقهلية عن آخرها بالمتظاهرين، الذين طالبوا برحيل الرئيس مرسي في هتاف واحد "ارحل"، وخرجت مظاهرات من القرى والمناطق الشعبية واتجهت إلى أقرب ميدان لها، وذلك نتيجة حالة الاحتقان الذي يسيطر على الجميع. وشارك البسطاء والفلاحين والشباب والأطفال في المسيرات باتجاه ميدان الشهداء بالمنصورة، واستخدموا خلالها جميع وسائل النقل من جرارات زراعية وسيارات نقل ثقيل وموتسكيلات. ومن ناحيته أكد أسامة علي، أحد ثوار المنصورة، أن المشهد عبرة للنظام الحاكم في مصر لسنوات قادمة أيا كان هذا النظام، وأضاف أن المشهد لا يوصف فقد خرجت جماهير مصر جميعا واتفقوا جميعا على شئ واحد، وهو كره الإخوان، وما حدث في المنصورة لم يحدث عندما كان معنا الإخوان في ثورة 25 يناير، فالمتظاهرون بعشرات الآلاف وظلوا بالميدان حتى مطلع الفجر. وأضاف أنه رغم روعة المشهد، حاول الإخوان التقليل من شأنه كما هي عادتهم دائما، ولكننا مستمرون وما حدث أعطى لنا دفعة كبيرة أن الشعب معنا يؤيدنا ولن نخذله أبدا، ولن نترك فصيل واحد يتحكم في شعب بأكمله وقال محمود الشاعر، إن المشاركين في المنصورة زادوا عن مائة ألف مواطن، فقد امتلأ شارع الجيش حتى الاستاد وشارع الجمهورية بالإضافة إلى الآلاف في الشوارع الجانبية والجميع يردد كلمة واحدة هي "ارحل". وتسابق الشباب على الصعود إلى أسطح العمارات المجاورة لميدان الشهداء، حتى يحصلوا على لقطات جمع كل ذلك المشهد، وعلى أحد الأسطح قال محمود عبدالرحمن طالب بكلية التجارة، "ما الذي ينتظره رئيس الجمهورية أن يحدث حتى يخضع لرغبة الشعب المصري، فالدماء قد سالت، وأعداد المصابين لا حصر لها، والفساد السياسي والحياة المعيشية السيئة تعم البلاد منذ توليه مسؤوليتها، لذلك قررنا النزول والتظاهر حتى اإسقاط النظام الذي أغلق عينيه وأذنيه عن مطالب شعبه". وأضاف أن "التهم الموجهة لرموز النظام السابق تقل كثيرا عن التي يجب محاكمة مرسي ورجاله بها، وكل يوم نسمع عن جرحي ومصابين نتيجة عناده الذي لم نر مثله أبدا". "الناس مش لاقية تاكل بعد ما كل حاجة غليت والشباب بتموت في الشوارع، وكل ده ومرسي ساكت، يبقي لازم يمشي"، الكلمات لعزيزة سويلم 63 سنة، التي أطلقتها للتعبير عن سبب نزولها للتظاهر ضد نفس الرئيس الذي منحته صوتها في الانتخابات الرئاسية بمرحلتيها، بعد أنفقدت فيه أمل التغيير والإصلاح بسبب اكتفاءه بتمكين رموز جماعته، ووضعهم في المناصب العليا والقيادية. وقال محمود صابر، موظف، "أنا خرجت ولن أعود إلى بيتي إلا بسقوط النظام، فقد فرحنا به واحتفلنا بانتخابه لكنه خذلنا جميعا، والآن جمع كل أنصاره في ميدان واحد، والموجودين به لا يساوا الموجودين بميدان المنصورة وحده، لذلك علية الآن أن يرحل".