كتبت - هدى رشوان: كانت منطقة هادئة راقية قبل أن يحتلها «الإخوان المسلمون» وأتباعهم ويحولونها إلى قِبلة لتأييد الرئيس مرسى، ويزودونها بكل الوسائل التى تساعدهم على مواصلة الاعتصام، «احتلال إخوانى»، هو التعبير الذى وصف به سكان مدينة نصر منطقتهم التى تحولت فجأة إلى منطقة جذب إخوانى، يقبع بها الموالون للرئيس. افتراش المعتصمين لساحات الحدائق، انتشار أكوام القمامة فى كل مكان، وتفتيش المعتصمين للسيارات والمارة، هى جزء من المشاكل التى يعانيها سكان الشوارع المحيطة بميدان رابعة العدوية، بعد أن سيطر عليه الإخوان، وحولوه إلى منطقة مزدحمة خاصة أمام السوق الرئيسية لمدينة التوفيق، ومؤسسة الضباط للسلع الغذائية بعد تدافع المعتصمين المنتمين إلى التيار الدينى لشراء الخبز والخضراوات والفاكهة. «البيت بيت أبونا.. والإخوان احتلونا»، قالتها السيدة نورا، أحد سكان مدينة التوفيق، أثناء وقوفها فى طابور طويل لشراء الخبز، لمدة تجاوزت الساعة من أجل الفوز ب«عيش ب3 جنيه»، بسبب نفاذد معظم كميات الخبز، خاصة أن المعتصمين يشترون الخبز بكميات كبيرة: «أقل واحد فيهم بيشترى ب30 جنيه». نبيلة عبدالسلام، أحد سكان مدينة التوفيق، لا تتخيل أن يستمر الوضع على حاله فى شهر رمضان، فمع اليوم الأول للاعتصام، وفقاً لروايتها، تراكمت أكوام القمامة فى كل مكان فى شارع الطيران، وقام بعض المعتصمين بقضاء حوائجهم فى الشارع، وناموا فى الحدائق تحت المنازل، الأمر الذى أصاب جميع السكان بذعر وخوف. الغمز واللمز، هما أكثر ما يضايق إنجى على، إحدى الفتيات التى تسكن فى الشارع الرئيسى للميدان، موضحة أنها أثناء وقوفها فى طابور بمحطة البنزين، سمعت من بعض الرجال والنساء المعتصمين كلمات تتهمها بالكفر وتصوب لها نظرة دونية، لعدم ارتدائها الحجاب، متسائلة عن سبب اختيارهم لميدان رابعة العدوية، بالرغم من ضيق المكان، واعتراض معظم السكان على سياسات الإخوان.