رغم تأكيد السلطات القطرية أن وكالة الأنباء الرسمية تعرضت للاختراق ونشر عبرها بيان منسوب لأمير قطر تميم بن حمد يسىء فيه للخليج ومصر، إلا أن موظف المخابرات القطرية السابق على آل دهنيم استبعد نهائياً أن تكون الوكالة اختُرقت، وقال فى حوار ل«الوطن»، إن «جميع المراسلات الصحفية والمعلومات لوكالة الأنباء وغيرها من وسائل الإعلام تخضع لحماية جهاز أمن الدولة القطرى، وتمرر عبر الشعبة السابعة فى الجهاز الخاصة بالصحافة، وهناك حماية شديدة لها».. وإلى نص الحوار: موظف سابق بالمخابرات القطرية: وكالة الأنباء الرسمية مؤمَّنة ولا يمكن اختراقها ■ما تحليلك لما حدث ليلة أمس الأول بعد البيان القطرى الذى قيل إنه نُشر بعد اختراق وكالة الأنباء الرسمية؟ - أنا متأكد أنه بصرف النظر عن صحة الحديث عن اختراق وكالة الأنباء الرسمية فى قطر، أن ما قيل فى البيان هو الحقيقة، المعلومات التى خرجت صحيحة، الأمير أراد أن يرسل رسالة إلى إيران وباقى الدول المذكورة ثم فيما بعد يتم نفى هذه الأخبار، والغريب أنها أتت بعد تصريحات «الرياض». نحن لدينا أقوى أجهزة أمنية فى المنطقة. قطر تعتقد أن «حماس» هى الممثل الشرعى للفلسطينيين، ولديها علاقات جيدة مع إيران، وأكبر عداوة فى المنطقة حقيقة بين قطر والسعودية، الأمر صحيح، فقط النفى هو غير الحقيقى. ■ولماذا فى رأيك تأتى تلك التصريحات فى هذا التوقيت بصرف النظر عن نفيها؟ - يبدو أن هناك شيئاً ما أزعج قطر خلال القمة الإسلامية الأمريكية والخليجية التى عقدت فى «الرياض»، شىء ما لم يأت على هوى «الدوحة»، وخاصة كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى أمام القمة التى لمّح فيها لمن يدعم الإرهاب، وهى تعنى توجيه أصابع الاتهام مباشرة إلى قطر وتركيا حتى لو لم يذكر الاسم. يبدو أن هناك ما أغاظ قطر، ربما الاهتمام السعودى بالرئيس عبدالفتاح السيسى مقارنة بأمير قطر، أؤكد أن هناك شيئاً ما حصل فى القمة. ■وهل يمكن بالفعل أن تكون وكالة الأنباء القطرية تعرضت للاختراق؟ - لا أعتقد أن وكالة الأنباء تم اختراقها ولا يمكن اختراقها بسهولة، لأن جهاز استقبال المعلومات الخاصة بما ينشر على وكالة الأنباء الرسمية بالأساس موجود فى جهاز أمن الدولة القطرى فى الشعبة السابعة التى تسيطر على المعلومات وجميع الرسائل الصحفية فى العالم وكذلك على كل الصحف، وهى التى تتلقى أولاً الأخبار والمعلومات والبيانات ثم يتم إصدار القرار بالنشر عن طريقها. وبالتالى من الصعوبة بمكان أن يتم اختراق ذلك الجهاز، لأن عليه حماية قوية جداً، أول مرة يحدث هذا الأمر. أيضاً هناك مناوبون على الوكالة الرسمية لمدة 24 ساعة أى طوال الوقت عبر هذا الجهاز، المعلومات أرسلت لوكالة الأنباء وبقيت لبعض الوقت، فكيف لم يتم رؤيتها طالما أن هناك مناوبة بشكل مستمر؟!. حمد بن خليفة «الأمير الحقيقى» وراء البيان.. والقنوات الخليجية تجاهلت النفى لأن لديها معلومات مؤكدة بصحته ■وما دلالات تلك العملية؟ - فى رأيى هى عملية تكتيكية، الجهاز عليه مناوبة مستمرة دقيقة. ربما يكون هناك جس نبض، والبيان عبّر عن حقيقة السياسات القطرية. ■هل ربما يكون جهاز ما فى السلطة أصدر ذلك البيان بعيداً عن الأمير؟ - لا، لا أحد يستطيع إصدار بيان بهذا الشكل غير تميم بن حمد، وأنا متأكد أنه هو من أصدر ذلك البيان لإيصال رسائل معينة، لا أحد لديه سلطة غير الأمير الحقيقى، أقصد حمد بن خليفة. ■ هناك تصريحات من مسئولين سعوديين تجاه جماعة الإخوان، هل تعتقد أن لما حدث علاقة بتلك التصريحات؟ - بكل تأكيد، أنا متأكد أن هناك أمراً حدث فى «قمة الرياض» أغاظ قطر، ربما بروتوكولياً عاملوا «السيسى» معاملة غير معاملة أمير قطر، لأن القمة حسب ما لاحظت انحصرت فى أشخاص معينين، حتى فى طريقة الاستقبال، وأيضاً سُمح للرئيس السيسى فى هذه القمة المقامة على أرض المملكة أن يوجه أصابع الاتهام لقطر بدعم الإرهاب، الرئيس السيسى قال كل شىء بوضوح وفقط كان ما ينقصه أن يذكر قطر وتركيا فى خطابه. ولكن قطر لماذا ناجحة فى هذه العملية، لأن كل شىء فى قطر يتم تحت السيطرة، عملية استقطاب الإرهابيين واستضافتهم وتهريبهم وإطلاقهم فيما بعد، كل هذا داخل قطر تحت السيطرة، يتم تجميع الإرهابيين فى قصر الأمير السابق حمد بن خليفة، وهو مكان لا يخطر على بال أحد، هذا القصر تحول إلى بؤرة للإرهاب. أيضاً تم تزويد الميليشيات والشبيحة من قبيلتى «المرى والهادرى» والذين جذورهم من السعودية، وسيكون دورهم مواجهة وقمع أى مظاهرات تندلع فى قطر، فنحن بلد تحكمنا عصابة محترفة. أيضاً عندما تمت الإطاحة بالإخوان من مصر كانت «ضربة فى مقتل» بالنسبة لقطر، لأنها أضاعت مجهود سنوات فى لحظة، مجهود قطرى أمنى وسياسى أضاعته مصر على «الدوحة» فى أيام، ما يعنى إعادة قطر إلى دولة قزمة، هى عملية انتقام وتحدٍّ، ما يحدث فى المنطقة ليست حروباً وإنما عملية تصفية حسابات وهذا أخطر أمر يصير فى المنطقة. ■فى رأيك، لماذا تجاهلت قناتا «العربية وسكاى نيوز» النفى القطرى؟ - لأن هذا أمر طبيعى، النفى غير مقنع وإنما ما حدث هو كذب، لأن ما ذكره البيان هو الواقع، والقنوات هذه لديها معلومات أكيدة بهذا الخصوص وأن الوكالة لا يمكن اختراقها، ولذلك تجاهلوا النفى، الكلام من الأساس صحيح فى مجمله وسياقه، قطر لا تنفى ما قيل فى البيان وإنما قالت إن الوكالة اختُرقت.