أثار وجود الدكتور عصام الحداد، عضو مكتب إرشاد الإخوان المسلمين، فى مكتب الدكتور محمد مرسى الرئيس المنتخب، جدلاً كبيراً حول العلاقة بين مكتب الإرشاد والرئيس الجديد، الذى من المفترض أنه استقل فى علاقته عن الجماعة وحزبها الحرية والعدالة، وأصبح رئيساً لكل المصريين. وتداول الكثيرون صورة «الحداد» مع «مرسى» فى قصر الرئاسة، وانتقد هيثم أبوخليل، القيادى السابق فى الإخوان، هذا الأمر، وقال: «إن الحداد هو ظِل المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد، وعُين عنوة فى مكتب الإرشاد فى 4 فبراير الماضى»، مطالباً «مرسى» بالفصل بين الجماعة والرئاسة حتى يفى بوعده ليكون رئيساً لكل المصريين وليس الإخوان فقط. وأضاف ل«الوطن»: «لا يوجد مانع من تعيين الحداد مستشاراً للرئيس، لكن بشرط أن يستقيل من الجماعة ويكون باقى المستشارين من الشخصيات العامة ذات التوجه السياسى المستقل بعيداً عن الأيدولوجيات الحزبية». وقال الدكتور وحيد عبدالمجيد، الخبير فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: «إن الحداد سيكون أحد مستشارى مرسى ويجب أن يستقيل من منصبه فى مكتب الإرشاد ليكون شخصية مستقلة». فى المقابل، قال الدكتور مصطفى الغنيمى، عضو مكتب الإرشاد ل«الوطن»: «إن الحداد كان رئيس الحملة الانتخابية لمرسى، وحق الرئيس الجديد أن يرى من يكون قريباً منه فى هذه المرحلة، وليس معنى أن علاقة الرئيس التنظيمية بالإخوان قطعت فتخرج الجماعة من الثلاجة». وأضاف: «مرسى أعلن أنه على مسافة واحدة من الجميع ودعنا نرى صدق هذا الكلام، كما قال إن المرشد مواطن عادى، ولا أعتقد أن هناك رئيساً فى العالم يعلن فور توليه الرئاسة انقطاع علاقته بالحزب والجهة التى رشحته للرئاسة»، وأوضح أنه إذا رأى الرئيس أن الحداد سيكون قريباً منه وقتها سننظر فى عضويته فى مكتب الإرشاد. وعلمت «الوطن» أن الرئيس المنتخب، قرر تعيين الدكتور ياسر على، المتحدث باسم حملته الانتخابية، متحدثاً باسم رئاسة الجمهورية، والدكتور أحمد ضيف، الأستاذ فى جامعة النيل، العائد مؤخراً من كندا، مستشار سياسياً. كانت «الوطن» انفردت منذ أيام بأن «مرسى» سيختار عدداً من أعضاء حملته ضمن فريقه الرئاسى، وكلهم معروفون بقربهم من «الشاطر»، وقالت المصادر آنذاك، إنه سيعلن ذلك بعد تسليم السلطة رسمياً من المشير حسين طنطاوى، رئيس المجلس العسكرى، 1 يوليو المقبل. و«ياسر على» هو طبيب للأمراض الجلدية، يبلغ من العمر 45 عاماً، وانضم للإخوان عام 1987، ومنذ 2001 حتى الثورة عمل فى أحد المستشفيات فى السعودية. وقبل الثورة لم يكن «على» معروفاً على الساحة السياسية أو الإخوانية، وانضم إلى مشروع النهضة الذى بدأت الجماعة منذ خروج الشاطر من السجن فى وضعه خلال مارس 2011، وتولى منسقاً عاماً للمشروع. وبدأ يظهر نجمه مع توليه متحدثاً إعلامياً باسم حزب الحرية والعدالة، قبل أن تقرر الجماعة ترشيح الشاطر للرئاسة، ليكون أحد المتحدثين باسم حملته، وبعد استبعاده استمر مع حملة «مرسى». وتميز «على» عن باقى المتحدثين الإعلاميين باسم حملة «مرسى» بقدرته على التواصل الجيد مع الإعلام، إضافة إلى إجادته التعامل بشكل متميز مع الصحفيين ووسائل الإعلام، وتدخله فى أوقات كثيرة لحل أى أزمة تحدث بين الحملة وأى صحفى خلال الانتخابات الرئاسية لما يتميز به من استيعابه للجميع وهدوء الأعصاب. من جانبها، أعلنت حملة «مرسى» أمس، انتهاء أعمالها بشكل رسمى، وقال الدكتور أحمد عبدالعاطى، منسقها العام: «إن أعمال المؤسسة الرئاسية ستكون مستقلة تماماً عن حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان»، وأضاف: «فخورون بمساهمتنا فى إنجاح رئيس من أبناء الشعب البررة الذين شهد لهم التاريخ بالنضال الواسع»، مشيراً إلى أن الحملة انتهى عملها.