أعربت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، عن قلقها البالغ من ارتفاع وتيرة العنف داخل البلاد في الفترة الأخيرة، وذلك قبيل يوم 30 يونيو المقبل، والتي كان آخرها مقتل الشيخ حسن شحاتة أمس الأحد، مع ثلاثة آخرين من طائفته في منطقة أبوالنمرس بجنوب الجيزة. وتعود وقائع الحادثة إلى قيام مجموعة من المواطنين من أهالي منطقة أبو النمرس، معظمهم من المنتمين إلى التيار الإسلامي والذين قاموا بمحاصرة منزل أحد أئمة المساجد بالمنطقة، أثناء تناول الشيخ حسن شحاتة القطب الشيعي وجبة الغذاء لديه، وقام الأهالي باقتحام المنزل والتعدي بالضرب على شحاتة حتى لقي مصرعه وثلاثة آخرين، ثم قاموا بسحل جثثهم والتمثيل بها أمام تشجيع وهتافات المتواجدين. وأوضحت المنظمة في بيان لها، أنه باستقراء سريع لهذه الواقعة يتضح وبصورة لا تدع أدنى مجال للشك مدى الشحن الطائفي داخل البلاد، والتي وصلت ذروتها في مؤتمر نصرة سوريا، والشحن الذي تم ضد الشيعة بشكل عام، وهي أمور إذ سارت على هذا المنوال سوف تنذر بكارثة تهدد الدولة المصرية بكافة مؤسساتها وكياناتها وتهدد السلام الاجتماعي، وتلقي بالبلاد إلى شبح الفتنة الطائفية وهو شبح سيلتهم الأخضر واليابس في طريقه وسيقودنا إلى نماذج مماثلة لبلادنا أخري سارت في هذا الطريق. ونددت المنظمة، خلال البيان بالواقعة، وكافة أشكال العنف والتطرف الديني والطائفي التي عانى منها المجتمع المصري من قبل، كما دعت في الوقت ذاته إلى التسامح والقبول بالآخر لالتحام نسيج المجتمع المصري والصمود أمام كافة التحديات التي تجابهه، بما يضمن في نهاية المطاف تحقيق آمال وطموحات المواطن المصري البسيط، من خلال بناء دولة القانون القائمة على أسس العدالة والمساواة بين كافة المواطنين، بصرف النظر عن الدين أو العرق أو الطائفة أو الجنس. وطالبت المنظمة بسرعة القبض على الجناة والمتورطين في مقتل شحاتة ورفاقه، وتقديمهم للمحاكمة، ومحاسبة الشخصيات والرموز العامة التي تقوم بالتحريض على العنف واستخدام القوة ضد المواطنين أو المتظاهرين سلميا يوم 30 يونيه القادم. ومن جانبه أكد حافظ أبوسعدة، رئيس المنظمة، أن التعصب والتطرف والغلو وسياسة الإقصاء وفرض الرأي الواحد، عائق في طريق التقدم لكونه يمزق الأمة وينبغي العمل على حماية الشعب المصري من مثل هذه الأمور السلبية لينعم بالأمن والازدهار، مطالبا مؤسسة الأزهر بمواجهة الدعوات التي تريد الإجهاز على دوره الوسطي التاريخي النابع من الدين الإسلامي وتعاليمه السمحاء.