أدانت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان ارتفاع وتيرة العنف داخل البلاد في الفترة الأخيرة وذلك قبيل يوم الثلاثين من يونيه المقبل، والتي كان آخرها مقتل الشيخ حسن شحاتة أمس الأحد الموافق 23 يونيه لعام 2013 مع ثلاثة آخرين من طائفته في منطقة أبو النمرس بجنوب الجيزة. وتعود وقائع الحادثة إلى قيام مجموعة من المواطنين من أهالي منطقة أبو النمرس، معظمهم من المنتمين إلى التيار الإسلامي والذين قاموا بمحاصرة منزل أحد أئمة المساجد بالمنطقة، أثناء تناول الشيخ حسن شحاتة القطب الشيعي وجبة الغذاء لديه، وقام الأهالي باقتحام المنزل والتعدي بالضرب على شحاتة حتى لقي مصرعه وثلاثة آخرين، ثم قاموا بسحل جثثهم والتمثيل بها أمام تشجيع وهتافات المتواجدين.
وباستقراء سريع لهذه الواقعة يتضح وبصورة لا تدع أدني مجال للشك مدي الشحن الطائفي داخل البلاد، والتي وصلت ذروتها في مؤتمر نصرة سوريا والشحن الذي تم ضد الشيعة بشكل عام، وهي أمور إذ سارت على هذا المنوال سوف تنذر بكارثة تهدد الدولة المصرية بكافة مؤسساتها وكياناتها وتهدد السلام الاجتماعي، وتلقي بالبلاد إلى شبح الفتنة الطائفية وهو شبح سيلتهم الأخضر واليابس في طريقه وسيقودنا إلى نماذج مماثلة لبلادنا أخري سارت في هذا الطريق.
ولهذا تندد المنظمة المصرية بهذه الواقعة، وتنبذ كافة أشكال العنف والتطرف الديني والطائفي التي عاني منها المجتمع المصري من قبل، وتدعو في الوقت ذاته إلى التسامح والقبول بالآخر لالتحام نسيج المجتمع المصري والصمود أمام كافة التحديات التي تجابهه بما يضمن في نهاية المطاف تحقيق آمال وطموحات المواطن المصري البسيط من خلال بناء دولة القانون القائمة على أسس العدالة والمساواة بين كافة المواطنين بصرف النظر عن الدين أو العرق أو الطائفة أو الجنس.
وعليه تطالب المنظمة بسرعة القبض على الجناة والمتورطين في مقتل الشيخ شحاته ورفاقه وتقديمهم للمحاكمة، ومحاسبة الشخصيات والرموز العامة التي تقوم بالتحريض على العنف واستخدام القوة ضد المواطنين أو المتظاهرين سلميا يوم 30 يونيه القادم.
ومن جانبه أكد حافظ أبو سعده رئيس المنظمة أن التعصب والتطرف والغلو وسياسة الإقصاء وفرض الرأي الواحد عائق في طريق التقدم لكونه يمزق الأمة وينبغي العمل على حماية الشعب المصري من مثل هذه الأمور السلبية لينعم بالأمن والازدهار، مطالباً مؤسسة الأزهر بمواجهة الدعوات التي تريد الإجهاز على دوره الوسطي التاريخي النابع من الدين الإسلامي وتعاليمه السمحاء.