في منطقة سكنية مأهولة، بمدينة العاشر من رمضان، اكتشف سكانها بمحض الصدفة قطعة أرض خالية بها رمال لها رائحة ذكية، فسرعان ما انتشر الأمر على وسائل التواصل الاجتماعي وتناوله الجميع بشكل ساخر، اعتمادا على روايات البعض، ممن قالوا أن المواطنين يذهبون إلى هناك ليأخذوا من الرمال الذكية تبركا به ظنا منهم أنه "رمل سحري" أو "بركة"، وسرعان ما انتشر الحديث عن هذه الرمال على وسائل التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم، ومن ضمن الروايات أن تلك البقعة يسيطر عليها بعض الأفراد، والذين يستغلون جهل بعض المواطنين، للتكسب منها، ببيع الرمال لهم. في منطقة مهجورة بمساحة ملعب كرة قدم يتعامل معها السكان على أنها مقلب للقمامة، محاطة بعمارات سكنية في المجاورة 60 بمدينة العاشر من رمضان، تجد بعض الحفر التي صنعت بفعل المواطنين الذين اهتموا بأمر تلك الرمال وذهبوا ليأخذوا منها مايريدون، حفر صغيرة لا يتجاوز قطرها المتر الواحد وقد يصل عمق البعض منها إلى نفس مساحة القطر أو يزيد قليلا، محاطة بأكوام من القمامة المتراكمة.رمال لونها يميل إلى الحمرة قليلا، لها رائحة مشابهة لرائحة أحد أنواع صابون الغسيل القديمة، وحفر صغيرة يحيط بها الأطفال ممسكين بأكياس بلاستيكية يملأ كل منهم الكيس ويذهب به، حيث قال الطفل ناجح "أنا جيت هنا أخد شوية رملة عشان بيقولوا إنها من عند ربنا فجيت أخدها بركة، وبحطها عندي في الأوضة"، ويقول طفل آخر "باخدها أحطها في بيتنا عشان ريحتها حلوة، وبنرمي منها في جنينة العمارة عشان بتخلي المكان ريحته حلوة". وقال فرج حارس أحد العقارات المحيطة بالمنطقة التي تحتوي على الرمال "الموضوع ده ظهر من 15 يوم، لقت ناس عمالين ييجوا ويعبوا رملة من المكان، ناس تقول ده مسك وناس تقول ده منطقة فيها أثار ومحدش عارف حاجة"، وأضاف فرج الذي يعمل في المنطقة منذ 7 سنوات أن بعض معارفه استخدموا هذه الرمال، في حدائق منازلهم لطيب رائحتها.وقال عم محمد أحد سكان المنطقة أنه سمع عن موضوع الرمال منذ 15 يوما، فيقول البعض أنها منطقة أثار أو ذهب، "وفي ناس بتقول أنها منطقة كان بيترمي فيها مخلفات مصنع صابون.. بس محدش عارف الحقيقة فين" على حسب قوله. وبسؤاله عن روايات استخدام الناس لهذه الرمال تبركا بها قال عم محمد "هو احنا هنفتي؟.. الموضوع بدأ بواحد لقى إن الرملة ريحتها حلوة، فكل الناس جت تاخد زيه، ومفيش حد بيستخدمها عشان موضوع البركة والكلام اللي داير ده، الناس بتاخدها تحطها في الجناين، وفي اللي بياخد شوية يحطهم في البيت لأنها بتعمل ريحة حلوة في المكان، أما موضوع البركة ده مش صحيح".أما أحمد عبدالرحيم ساكن آخر من سكان المنطقة، كانت له رؤية مختلفة للموضوع، حيث يقول "أنا شايف إن الكلام اللي بيتقال أنها مخلفات مصنع صابون ده مش صح، دي رملة عادية خالص بس ربنا أراد أنها تبقى ريحتها كده زي ريحة المسك، وأنا روحت خدت من هناك شوية عشان الريحة عجبتني، وفي واحد صاحبي خدها حللها في معمل، وقالي إن مفيهاش صابون ولا الكلام ده، دي حاجة من عند ربنا، وربنا قادر على كل شيء. وقال أحمد عبدالمولى نائب رئيس جهاز مدينة العاشر من رمضان، إن الجهاز توجه إلى مكان الرملة، وتم تحليلها وثبت بالفعل أن الرائحة الموجودة بالرمال ناتجة عن مخلفات أحد المصانع، حيث قامت الشركة المسؤولة عن جمع المخلفات الخاصة بالمصانع بإلقاء تلك المواد ليلا، وتم تحديد إسم المصنع المتسبب في ذلك، وأن الروايات التي خرجت على لسان المواطنين بأن المكان "بركة" أو أن الرمال رمال ذهب عارية تماما من الصحة، وتدخل الجهاز بردم الحفر الموجودة بالمكان.