«مصر دية عاملة زى الأم الحنينة».. بكلمات مليئة بالتفاؤل تحدثت وفاء أحمد طلعت، سيدة منزل قضت 25 سنة من عمرها فى تربية أبنائها، لا تحلم بالكثير «يدوبك حلم لها وحلم لبيتها الصغير وأولادها.. وحلم لبيتها الكبير مصر».. تقولها بأمل إن «اللى جاى أحسن» «ربنا ينصر مصر، أنا متفائلة، شايفة بكرة أحسن لولادى وللبلد». وفاء اعتادت أن يملأ الأمل والتفاؤل قلبها حتى فى أحلك الظروف «ربيت عيالى على إنهم يتفاءلو ويشوفوا الخير فى كل اللى حواليهم»، وعندما أصيبت باختبار من الله فى ابنها الوحيد الذى ولد كفيفاً كان التحدى والأمل يملأ قلبها «ربنا ادانى اختبار بابنى محمود، اتولد أعمى لكن أنا كان عندى حلم انى أعلمه واربيه، ويكبر مفيش فرق بينه وبين أصحابه وقدرت احقق ده». وفاء اعتادت أن تربى أولادها على القوة وعلى عدم الخوف، لذا فمن أول أيام الثورة اصطحبتهم إلى الميدان، لأنها رأت أن أحلامها لبلدها الكبيرة قد اقتربت من التحقق «عشان مابقاش فيه خوف والا تكميم للأفواه، والعفريت اللى فى القمقم خلاص طلع، خدت ولادى عشان يشاركوا فى تحرير البلد». وفاء نزلت إلى الميدان لكى تجد لأولادها فرصة أن يتعلموا جيداً ويتربوا جيداً ويتساووا بأمثالهم، وأن يجد كل فرد حقه بكفاءته وبإمكانياته «مفيش ده ابن فلان ولا ابن علان، باحلم انه يبقى فيه عدل ومساواة ومصر هتبقى أحسن أكيد». وفاء ما كان يؤرقها على مدار سنوات عديدة هو حال أولادها ومستقبلهم التعليمى والوظيفى هم وجميع الشباب أمثالهم «كنت زمان قلقانة على ولادى، نفسى اطمن عليهم، ونفسى ياخدوا حقهم فى البلد ومصر تديهم اللى هما يستحقوه عشان يكبر الانتماء والحب عند الشباب اللى مش هييجى غير لما يستريحوا ويلاقوا فرص عمل». وفاء كانت تتابع ما يحدث فى البلاد بخوف وترقب شديد على مستقبلها وأحلامها لأولادها «كنت باشوف المظاهرات والقلق والضرب وإيدى على قلبى على حال البلد وعلى مستقبل وأحلام ولادى». لم تكن تعبأ كثيراً بمن هو الرئيس القادم، ولم تشجع على الإطلاق أياً من المرشحين «ماكانش فارق معايا مين اللى ينجح، المهم البلد حالها يتصلح وييجى ليها رئيس يسمع للناس ويحقق العدل فى البلد». وفاء دائماً كانت على يقين من أن حال البلد سينصلح، فمصر من وجهة نظرها «الأم الحنينة بتحب ولادها، يمكن تزعل شوية لكن على طول تصالحهم». أما عن أحلامها لأسرتها الصغيرة، فهى ترى أن صلاح البلد هو السبيل لتحقيق أحلامها لابنها محمود الذى ترى أنه هو الأمل بالنسبة لها، فكل ما تريده أن يشعر بالأمان فى بلده وأن يحقق أحلامه فى أن يصبح إعلامياً كبيراً وأن يجد فرصته مثل أقرانه، أما أحلامها لابنتها سمر خريجة ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية فهى أن تجد الأمان وفرصة عمل مناسبة وأن توفر حياة أفضل لأسرتها وطفلتها الصغيرة.