ما بين الحذر والتخوف والقلق، وما بين الترقب والشك والأمل، جاءت تعليقات وكتابات الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم، على فوز مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي بالانتخابات الرئاسية في مصر. ففي صحيفة "هآرتس" كتب المحلل الإسرائيلي تسفي بارئيل، مقال قال فيه "على الرغم من انتخاب رئيس مصر إلا أن صلاحياته لم تحدد بعد"، واصفا فوز مرسي بأنه تعبيرا عن إرادة ورغبة الثورة المصرية والسعي للتخلص من النظام القديم حيث جاء التصويت لصالحه نكاية في النظام القديم وليس رغبة في مرشح الإخوان. ويضيف بارئيل أن الفارق الضعيف في النتيجة النهائية يجبر مرسي على التعاون مع القوى والحركات السياسية الأمر الذى يتطلب منه مراجعة كافة خطواته ودبلوماسيته في الفترة المقبلة لما يناسب الصالح العام. وكتب برائيل في سياق مقاله أن ميدان التحرير الذى ظل مشتعلا على مدار الاشهر الماضية أصبح الآن بمثابة برلمانا شعبيا قادرا على فرض إرادته على أى حكومة قادمة أيا كانت. وفى تقرير آخر، تناولت الصحيفة تباين ردود أفعال القيادة الإسرائيلية، التي لم تخف في مجملها القلق والحذر الشديدين تجاه فوز المرشح الإسلامي، فجاء تعليق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أملا في أن تحافظ القيادة الجديدة في مصر على اتفاقية السلام واستمرار التعاون بين البلدين. وأعرب نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي دان مريدور عن تفاؤله المشوب بالحذر إزاء الحفاظ على العلاقات بين البلدين في أعقاب الاعلان عن فوز مرشح جماعة الإخوان المسلمين برئاسة مصر. أما عن السفير الإسرائيلي الأسبق في مصر إيلي شاكيد، الذى توقع أن تكون سلطة مرسي ضعيفة بالنسبة لقوة الجيش في مصر، التي تعتمد بشكل أساسي على المنح والمساعدات من واشنطن. ومن جانبها، أوردت صحيفة "جيروزاليم بوست" تحليلا حول أمن إسرائيل في ظل رئاسة مرسي، والذعر الذى انتاب الإسرائيليين عما ستسفر عنه الشهور المقبلة، لكن الصحيفة هدأت من روع مواطنيها قائلة إن حجم المهام الداخلية الملقاة على عاتق الرئيس الجديد ستخرج خيار المواجهة مع إسرائيل من أولوياته، كما أن استمرار اعتماد القاهرة على مساعدات من واشنطن والدول الأوروبية قد يجبرها على الاحتفاظ بالتطبيع مع تل أبيب. لكن المخاوف الحقيقية تكمن في تقييد حركة إسرائيل في مواجهة الإرهاب في قطاع غزة الأمر الذى بحدوثه قد يشعل القيادة بالقاهرة، ناهيك عن الموقف من الملف النووي الإيراني وغيرها من الملفات الشائكة. وفى شأن آخر قارنت الصحيفة نفسها تناقض ردود الفعل في حركة فتح بالضفة وحكة حماس بغزة، حيث قالت أن انباء فوز مرسي جاءت بمثابة خيبة أمل وحزن على قيادات فتح حيث لم يستطيعوا إخفاء امتعاضهم وخيبة أملهم لما آلت إليه الانتخابات المصرية. الأمر الذى انعكس في القطاع وظهرت الفرحة العارمة في كافة أرجاء القطاع فكانت أنباء فوز المرشح بمثابة انتصار لحماس ذاتها. أما عن النظرة الأكثر تشاؤما من فوز مرسي، فجاءت بصحيفة "يديعوت احرونوت" في مقال للكاتب يجال والت، الذى تحدث فيه عن الفشل الذي آلت إليه ثورات الربيع العربي وتحوله إلى ربيع إسلامي. حيث يقول الكاتب إن التصويت المصري جاء ليعزز من الثورة الإسلامية التي فشل الكثير من دول الغرب في التعرف عليها، فاختار المواطنين "الخيار الكارثي" ليكون بديلا عن كافة أنواع الحكومات السابقة التي عهدتها بلدانهم. هذا الخيار الكارثي في مصر سيقود المنطقة لحافة الهاوية ويدخلها في حالة جديدة من الصراع العسكري والخراب المالي ومزيد من التشدد والتعصب بعيدي المدى، إضافة إلى العداء إلى كل ما هو غير إسلامي، أي عداء العالم أجمع، الأمر الذى يتحتم عليه الفشل في المستقبل.