قالت جبهة الإبداع إن مبدعي مصر بخلاف توجهاتهم الفكرية والسياسية، قد تلقوا نبأ فوز الدكتور محمد مرسي بمنصب رئيس الجمهورية، بسعادة غامرة، في المرة الأولى التي ينتخب فيها الشعب رئيسا له، فأصوات المصريين كانت بمثل قانون عزل شعبي لممثلي النظام السابق. وأضافت جبهة الإبداع في بيان لها "حبسنا أنفاسنا في تلك اللحظة التي طالما انتظرناها جميعًا، آملين فيما أخرجنا لميادين مصر في يناير 2011 من مفاهيم العدالة الاجتماعية والحرية". وأبدت الجبهة، خلال البيان الذي أصدرته اليوم، شكرها للدكتور محمد مرسي على تبنيه مطالب جميع فئات الشعب، وخاصة الطبقة التي دهسها قطار النظام السابق من فقراء الوطن والعمال والفلاحين وسائقي الميكروباص والتوك توك، لكنها عاتبت الرئيس المنتخب على كلمته التي ألقاها على جموع المصريين بالأمس؛ حيث إنه تحدث عن جميع فئات الشعب المسؤول عن مطالبها، وقام بسرد محافظات مصر واحدة تلو الأخرى، لكنه أغفل ذكر طبقة مهمة جدًّا، الطبقة التي تشكل مصير وهوية الوطن، وهي طبقة المثقفين والمفكرين والعلماء، وأضاف البيان "أيتخيل أحد اسم مصر دون أن يقترن بنجيب محفوظ أو أم كلثوم أو يوسف شاهين؟"، وتابع "إن رعاية حرية الفكر والإبداع والتفكير والبحث العلمي ليس مطلبا فئويا بل هي ضرورة من ضرورات نهضة أي شعب من شعوب الأرض.. فكانت الثورة المصرية ثورة وقودها مفاهيم الحرية والعدالة ونصرة الحق أمام الظلم... مفاهيم تعلمناها وغرست فينا يد محمد أبو سويلم المغروسة بدمائها في تراب أرضه في فيلم الأرض.. واستوعبناها من حرافيش نجيب محفوظ في ثوراتهم ضد الفتوة الطاغي". وأكد البيان أنه "لا جدال على أولوية رغيف الخبز بالنسبة للشعب المصري والحياة الكريمة لكل مواطن مصري دفع من دمائه ثمنا للحظة التاريخية التي نعيشها ولكن ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان.. بل بالفكر والتعليم والبحث العلمي والابداع الذي يسمو من روحه". وأرجع البيان أسباب تردي الأحوال الثقافية إلى النظام السابق الذي جعل الثقافة والفنون الجميلة حكرًا على طبقة بعينها وجعلها غير متاحة لطبقات الشعب المختلفة. وحذر البيان من تهميش المبدعين والمثقفين، قائلا "لنتعلم من ثورات التاريخ التي همشت مفكريها، وحريات شعوبها الشخصية بمنطق الخبز أولًا؛ لتتحول تلك الثورات عبر الزمن لنظام شبيه بالتي قامت عليه، حتى لو كان هذا النظام هو الاستعمار الإمبريالي أحيانًا وليس مجرد نظام قومي فاسد فاشي". وتابع البيان "بما أننا المفروض أن نحيا عصرا من الشفافية فدعونا نتخلص من الحساسية ونتحدث فيما يخشى الكثير التحدث فيه صراحة، كانت أحد هواجس كثيرين من صعود تيار الإسلام السياسي للحكم، هو قمع الحريات الشخصية وحرية الرأي والتعبير، وساهم في هذا كل من ميكنة إعلام النظام السابق، وللآسف بعض المحسوبين على هذا التيار ممن قاموا بأعمال لن يغفرها التاريخ، بدءا من محاولة اغتيال نجيب محفوظ لاغتيال فرج فودة، ونرى كجموع مفكري مصر ومبدعيها، أن من واجباتكم كرئيس للبلاد أن تطمئنونا على مستقبل حرية الفكر والرأي في مصر ورعاية مفكريها ومبدعيها بما يستحقون، كما أثلجتم صدر المصريين بوعودكم في توفير العيش الكريم لطبقات الشعب الفقيرة". وأضاف "لا يحيا المصريون بالخبز وحده.. المصري يحيا جسده بالخبز لكن عقله وروحه يسموان بوحي جملة في رواية لبهاء طاهر وقصيدة لأمل دنقل وفيلمًا لصلاح أبو سيف ولوحة لحسن سليمان". وانتهى البيان برجاء من مبدعي مصر، أن يكون إغفال المثقفين في خطاب الرئيس أمس، ما هو إلا سهوًا نابعًا من جلال الموقف وهيبته.