تظاهر بضعة آلاف بعد ظهر اليوم، في شوارع اسطنبولوأنقرة، لتلبية دعوة نقابات عدة تنديدا بقمع التظاهرات المناهضة للحكومة. وشهدت اسطنبول، مسيرة الاتحاد النقابي للعمال الثوريين "ديسك" والاتحاد النقابي لموظفي القطاع العام "كيسك" بدعم من نقابات المهندسين وأطباء الأسنان والأطباء، والتى بلغ عدد المشاركين فيها أقل من ألفي شخص في شمال وجنوب ساحة تقسيم. وردد المتظاهرون هتافات "حكومة، استقالة" و"ليست سوى البداية، المعركة مستمرة" و"على حزب العدالة والتنمية أن يحاسب". وتوقفت المسيرتان على مسافة غير قريبة من ساحة تقسيم التي قامت مجموعات كبيرة من عناصر الشرطة بقطع الطرق المؤدية اليها متسلحة بخراطيم المياه وتفرق المتظاهرون من دون حوادث. وفى السياق نفسه أشارت الوكالة الفرنسية إلى أن مواجهات اندلعت بعد التظاهرة النقابية بين شرطة مكافحة الشغب ومجموعة من نحو 300 شاب يساري في حي قريب من ساحة تقسيم واستخدمت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق الشبان في حي سيلسي، فرد هؤلاء برشق عناصر الشرطة بالحجارة قبل أن يتفرقوا في الشوارع المجاورة. ومن جهة أخرى، شهدت أنقرة، تظاهر حوالى ألفي شخص من دون أي مواجهات مع قوات الأمن. وكانت روسيا قد دعت مواطنيها المتواجدين فى تركيا إلى توخي الحذر من زيارة الأماكن التي يتجمع فيها المتظاهرون الأتراك. وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط أن الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش وصف موجة الاحتجاجات التي تشهدها تركيا بأنها شأن داخلي لتركيا. وكانت الحكومة التركية توعدت اليوم بنشر الجيش لمساعدة الشرطة على وقف التظاهرات. حيث قال نائب رئيس الوزراء بولنت ارينتش في مقابلة تلفزيونية "الشرطة ستستخدم كل الوسائل المتاحة قانونا" لإنهاء الاحتجاجات، مضيفا "إذا لم يكن ذلك كافيا، يمكننا حتى استخدام القوات المسلحة التركية في المدن". وقال التر توران خبير العلوم السياسية في جامعة بيلغي الخاصة في اسطنبول إن تهديد الحكومة التركية بنشر الجيش يظهر أنها تجد صعوبة في وقف الاحتجاجات مضيفا الحكومة ستحشد كل شيء من أجل وقف الحركة الاحتجاجية بأي ثمن ويشير ذلك إلى إقرار الحكومة بأن ما يحدث هو أمر استثنائي وأنها لا تستطيع السيطرة عليه".