اعتبر نشطاء وخبراء سياسيون حركة المحافظين الجديدة استمراراً لمسلسل "أخونة الدولة" والسيطرة على جميع مفاصلها، وفق خطة تم إعدادها بدقة، وتولى الرئيس مرسي تنفيذها منذ وصوله إلى رئاسة الجمهورية، واستنكر الخبراء وجود 7 محافظين جدد من الإخوان من إجمالي 17 محافظا تم اعتمادهم أمس، رغم الإخفاق المستمر للمحافظين الستة المنتمين لنفس التيار، الذين تولوا مناصبهم كمحافظين بعد وصول الإخوان إلى الحكم، وفشلوا في تحقيق أي إنجازات ملموسة أو القضاء على المشكلات والأزمات التي تعاني منها كل محافظة، وتوقع الخبراء أن تتصاعد خلال الساعات القادمة الانتفاضة ضد أخونة المحافظات التي بدأت بمنع محافظ دمياط والفيوم من دخول مبنى المحافظة وهو ما سيتكرر في المحافظات الخمس الأخرى. من جانبه، اعتباره عبدالغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، أن حركة المحافظين الجدد استمرار لتمكين الإخوان من مفاصل الدولة، بعد سيطرتهم على مجلس الوزراء ومجلس الشورى، حيث إنهم بذلك سيطروا على معظم المحافظات الرافضة لهم، باستثناء المحافظات الحدودية التي يقضي العرف الأمني، نظرا لطبيعتها الجغرافية، أن يتولى رئاستها خبير أمني من الجيش أو الشرطة، معتبرا أن وجود هذا العدد من المحافظين المنتمين للإخوان هو خطوة استباقية لأخونة المحليات وفرض نفوذهم عليها، ووصف شكر تعيينات محافظين من الإخوان للمحافظات التي رفضت الإخوان في الانتخابات البرلمانية والرئاسية السابقة، بأنها محاولة منهم للسيطرة عليها، متوقعا أن تخرج مظاهرات رافضة لهذه التعيينات الإخوانية، كما حدث في محافظة دمياط التي انتفض أهلها لمنع المحافظ الإخواني من الدخول إلى مكتبه. ويرى شكر أن الكارثة في أن يكون محافظ الأقصر، إحدى المحافظات التي تعتمد على السياحة الفرعونية، واحدت من "تنظيم الجهاد"، الذي يعتبر الآثار والتماثيل الفرعونية أصناما، طالبا من أهالي المحافظة التصدي لهذا "المحافظ الجهادي". ويقول شكر إن صدور القرار في هذا التوقيت محاولة من الرئيس مرسي ليظهر للجميع أنه مسيطر على مقاليد الأمور، وأن الغليان الذي يحدث في الشارع لا يؤثرعليه ولم يهزمه. فيما يرى طارق الخولي، وكيل مؤسسي حزب 6 أبريل، أن الإخوان ينفذون بدقة شديدة خطة الأخونة المعدة مسبقا، التي يقتصر دور مرسي على تنفيذها، موضحا أنها عبارة عن خريطة يسير عليها الرئيس الإخواني لتحقيق "الأخونة المنشودة" على مدار السنوات الأربع التي يعتقد الإخوان أن مرسي سيقضيها كاملة، ويقول الخولي إن الهدف من إقرار حركة المحافظين الإخوانية قبل أيام من 30 يونيو، السيطرة على المحافظات التي ستتمرد عليه، خاصة أن جميع المحافظات أو معظمها الآن ستثور على عكس مبارك الذي انطلقت الثورة عليه في عدد محدود من المحافظات. "الاعتماد على أهل الثقة وليس الكفاءة" من هذا المنطلق تم اختيار المحافظين الجدد، هكذا قال البرلماني السابق مصطفى النجار، موضحا أن الإخوان يتعاملون بهذا المبدأ منذ وصولهم للسلطة، ويبررون ذلك بأن هناك من يتربص بهم، واستنكر النجار تجاهل الجماعة لتجارب المحافظين السابقين من الإخوان الذين لم يحققوا أي نجاح، وهو ما تحول إلى حالة من الغضب الشعبي على الإخوان داخل هذه المحافظات بسبب فشلهم، لكن الجماعة لا تهتم بما يحدث في الشارع، وإنما اهتمامها يقتصر على "التمكين". ويرى عبدالستار المليجي، أحد القيادات المنشقة عن الإخوان المسلمين، أنه كان يجب تأجيل حركة المحافظين تجنبا لحدوث تصعيد وكمحاولة لتهدئة الأوضاع المشتعلة في الشارع، لكن الإعلان عنها الآن سيساهم في إشعال الشارع، خاصة أن هؤلاء المحافظين الجدد مجهولون وغير معروفين في المحافظات التي تم اختيارهم فيها، مضيفا أن الإخوان لن يتوقفوا عن أخونة الدولة، موضحا أنه من غير الطبيعي أن يتولى 13 محافظا من فصيل واحد مقاليد الأمور داخل المحافظات المصرية، وهو ما سيساهم في زيادة الانقسام والاستقصاب السياسي، وستخرج مظاهرات داخل هذه المحافظات ترفض المحافظين الجدد كما حدث في دمياط والفيوم، وسيتكرر في محافظات أخرى خلال الساعات المقبلة.