استيقظ سكان التجمع الخامس، صباح السبت، على انفجار مروع راح ضحيته مواطن وأصيب 17 آخرين بعد أن اصطدم سائق "حفار"، تابع لهيئة الصرف الصحي، بخط غاز طبيعي في دائرة القاهرة الجديدة. وسرعان ما اندلعت النيران، وتم الدفع ب18 سيارة إطفاء لإخماد النيران المندلعة، والتي أثرت بدورها على إغلاق محور التسعين للمتجه والقادم إلى ومن مناطق التجمع الخامس، والطريق الدائري القادم من المعادي إلى طريق السويس. وليست هذه المرة الأولى التي ينتج عنها انفجار خطوط غاز محورية، بسبب حوادث إهمال، ففي 27 أكتوبر 2016، انفجرت ماسورة غاز بمحيط النادي الأهلي. وبالقرب من طريق "هرية" القديم بالزقازيق في الشرقية بالقرب من مصنع الثلج، انفجرت ماسورة غاز طبيعي في 25 ديسمبر 2016. ونتج عن هذا التفجير حريق هائل تمت السيطرة عليه بعد الدفع ب7 سيارات مطافئ، وفصل خدمة الغاز عن المنطقة وضواحيها، واشتعلت النيران بإحدى مواسير الغاز الطبيعي في منطقة الياسمين بالقاهرة الجديدة، في 31 يناير 2017، لمجرد خطأ وقع فيه مسؤولو شركة الغاز أثناء إجراء أعمال الصيانة بإحدى المواسير. أما في 21 فبراير 2017، أخلت وزارة التعليم مجمع مدارس "السيوف" شرق الإسكندرية، بعد انفجار ماسورة غاز داخل محطة مياه السيوف، ونتج عن تلك الحادثة حالات اختناق بين بعض الطلاب بالمجمع. وآخر تلك الحوادث كان في 10 مارس 2017، حين أصيب 3 أشخاص في انفجار ماسورة غاز، بمنطقة كفر طهرمس، بالهرم. وأوضح الخبير البترولي الدكتور إبراهيم زهران أن السبب الرئيسي وراء حوادث انفجار خطوط الغاز المتكررة هو إهمال شركات المقاولات المسؤولة عن حفر تلك الخطوط واستهتار السائقين المتكرر بعملية الحفر. وأضاف "زهران"، ل"الوطن"، أن خسائر حادثة اليوم يمكن أن تقدر ما بين 10 و15 مليون دولار، بالإضافة للإصابات العديدة وحالة الوفاة، مشيرا إلى أنه خلال أي عملية حفر يجب أن يكون سائقون "الحفارات" على دراية كافية بخرائط خطوط الغاز، وألا يسمح للسائق بركوب "الحفار" قبل التأكد من ذلك الأمر. وأشار الخبير البترولي إلى أن عمليات الحفر العشوائية يجب أن تتوقف، وأن المسؤولين عن حالة الفوضى التي تعاني منها شركات المقاولات إزاء التعامل مع عمليات حفر خطوط الغاز وخطوط الصرف الصحي يجب أن يُحاسبوا على تلك الحوادث، وألا تمر مرور الكرام كما يحدث في كل حادثة تفجير خط غاز. ومن جانبه، قال الدكتور أحمد هيبة، خبير السلامة والصحة المهنية، إنه لتفادي مثل تلك الحوادث في المستقبل، يجب أن تحرص أي جهة تقوم بعمليات حفر سواء لشركات المياه أو الصرف الصحي أو لأي غرض آخر أن تستصدر "إذن شغل" من الشركة المسؤولة عن خطوط الأنابيب. وأشار "هيبة"، في تصريحات خاصة ل"الوطن"، إلى أن غياب العلامات الإرشادية على خطوط الغاز، تؤدي بسائقي اللودرات أن يختاروا أماكن غير مناسبة لعمليات الحفر، وما يزيد الطين بلة هو جهل السائقين بكيفية الحفر، وأنه يتوجب عليهم تبليغ مهندسي الحي بأي عملية حفر قبل البداية فيها. وأضاف خبير السلامة الصحية والمهنية أنه يجب التأكد من وجود صيانة دورية كذلك لمحابس الغاز حتى يتم الحد من أثر خسائر مثل تلك التفجيرات المتكررة.
