هالة: حق أسرته في عيشة كريمة.. وصادق: عائلة فاشلة "إنت ملكش ذنب، بتعيط ليه بقى، مش هتتاخذ بذنب أخوك".. كلمات مصاحبة بحضن خرجت من الإعلامي عمرو أديب لمواساة وتهدئة شقيق الانتحاري محمود حسن مبارك عبدالله، مفجِّر الكنيسة المرقسية في الإسكندرية، والذي انهار باكيا وطُرح أرضًا ولم يستطع إكمال حديثه مع "أديب" أمس. ذلك الموقف الذي لم يمر بسلام على متابعي برنامج "كل يوم"، وتناقضت آراء المشاهدين بين رؤية تقول "لا تزر وازرة وزر أخرى"، وأخرى تنتقد ردة الفعل على اعتبار أن ذلك يشمل رسالة ضمنية "أي إرهابي بيفكر يعمل عملية هيعملها وهو مطمن إن أهله بعده هيتعاملوا أفضل معاملة". تباين فرض نفسه أيضًا على الساحة العلمية من الناحية النفسية والاجتماعية رصدته "الوطن"، فوجهة النظر الأولى تبنتها الدكتورة هالة حماد، استشاري الطب النفسي، لرؤيتها بأن كل شخص بصير على نفسه، ولا يجوز أن تتحمل أسرة تبعات أخطاء أحد أفرادها، مستشهدة بأن ابن سيدنا نوح كان عاصيًا ورغم ذلك لم يتم وصم سيدنا نوح بذنب ولده، مشيرة إلى إن الإرهابي لديه بنات "من حقهم يكبروا ويعيشوا عيشة كريمة ويتجوزوا". وتؤكد استشاري الطب النفسي، أنه في حال وصم الأسرة والضغط عليها بهذا الشكل ربما يولّد إرهابيين آخرين داخلها، وهو ما حدث في بعض الحالات بأوروبا، وأنه يجب أن تكون لدينا "عدالة اجتماعية"، ويتم الفصل بين الأهل والإرهابي، وأن ما يجب فعله هو دراسة الحالة ومناخ ذلك البيت لمعالجته ومعرفة الأسباب التي أدت إلى خروج هذا الإرهابي. وللطب النفسي أيضًا رأي آخر، حيث يرى الدكتور يسري عبدالمحسن، أستاذ الطب النفسي في جامعة القاهرة، أن الأسرة مناخ متكامل ولا يمكن فصل الإرهابي عنها، وأن أي خروج على قواعد الالتزام لأحد الأفراد يكون له انعكاس على التركيبة الأسرية بأكملها، لأنها من المفترض أن تكون متابعة وتُحسن تربية أبنائها وتتواصل مع كل أفرادها، وأن تكون هناك تتبع ورقابة، وأنه يجب أن يوضع في الاعتبار محاسبة كل مَن له علاقة من قريب أو بعيد ويتم التعامل على أن هناك تقصير ما. ومن ناحية علم الاجتماع، أكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، إنه من الطبيعي أن ينظر المجتمع لأهل الانتحاري على أنهم أسرة فاشلة أخرجت ذلك الإرهابي الذي فجّر الكنيسة الكاتدرائية في الإسكندرية وقتل المئات من الأبرياء، مؤكدًا أنه لا يصح أن يتم التصفيق والتهليل لأسرة ذلك الإرهابي بداعي أن لديهم أبناء يريدون تربيتهم. ورأى أنه من الخطأ، أن تقدم وسيلة إعلامية على استضافة أهل الإرهابي في الوقت الذي لم تبرد فيه قلوب أهالي ضحايا التفجيرات، موضحًا أن التعاطف مع مثل تلك الأسر يكون في حالة واحدة، تتمثل في خروج تلك الأسرة وإعلانها عن إدانتها الكاملة لما فعله ابنهم وعدم تبرير موقفه بأي حال من الأحوال. وأشار أستاذ علم الاجتماع السياسي إلى أن جيران تلك الأسرة التي خرج منها ذلك الانتحاري سيظلون ينظرون إليهم، طيلة العمر، من منطق العار، وهذا هو ثمن منطقي لكل أسرة تفشل في تربية أبنائها ولا تعلم عنهم شيئا، للحد الذي يوصلهم للانضمام لجماعات إرهابية وارتكابهم للجريمة في حق المجتمع.