30 يونيو 2012 وقفت مصر على أطراف أصابعها، ربما لأنها كانت تعانى مشاكل فى المخ، وعشان كده تعبت ومش قادرة تقعد، ويبدو أنها كانت تقف على أعمدة زجاجية وتلال من الرمال الساخنة. 30 يونيو 2012 كانت أيام مصر عادية، وبعدها صارت استثنائية ومميزة، ووضعت مصر على هذا اليوم دائرة حمراء بلون الحب ودائرة صفراء بلون الغيرة.. كانت تريد أن تقول لكل العوازل: «شوفوا عريسنا.. فهم ووعى وكاريزما ومؤهلات ومشروع نهضة وإنجازات وميت يوم».. دنيا وآه يا دنيا وفلفلوا يا عوازل وافرحوا يا حبايب واضربوا رصاص فى المليان. لكن يبدو أن عين العوازل ضربتنا وصابتنا واتحسدنا وما بقتش الدنيا زى المرجيحة يوم تحت ويوم فوق.. بقت كل الأيام تحت. 30 يونيو «يوم الدهشة» فقد تزوجت مصر العريس المناسب «اللُقطة» رجل جاء من الدهاليز السرية، استعانت به الجماعة فى الوقت الضائع لينقذها فكان ولا الشاطر «حسن» شيئا خارقا للعادة.. جاء كزلزال «مبهج» لم تتنبأ به أجهزة الهزات الأرضية، جاء كأفضل هدية.. أين نضع يوم مجيئك إلينا، فى خانة الأشياء العادية أم الاستثنائية التى لا تحدث إلا مرة واحدة.. زلة قدم أم زلة صندوق أم زلة وطن؟ المهم أنها زلة و«ذل». فى مثل هذه الأيام -غير المباركة- كان ياما كان، كانت مصر عروسة وعرسانها كتير ولم يكن هناك الأفضل.. كان هناك المناسب وهناك الأجهز وهناك رجل الدولة، ولكن من كتر خطّابها جاء نصيبها مع الأسوأ.. هكذا تضحك الأقدار. يوم إعلان فوز «مرسى» بالعروسة مصر، هناك من ارتدى السواد ولا يزال.. ودول العوازل. وهناك من لبسوا ثيابا مبللة لم تجف.. دول حزب الكنبة.. وهناك من أدركوا الآن أننا وصلنا للمستنقع.. دول شعب الثورة. المهم أن مصر تزوجت وأصبحت العروسة للعريس، لكنها اكتشفت أنها تزوجته بجماعته وجماعته طامعة وعطشانة ولا شىء تملكه إلا شهوة الامتلاك والتملك والانفراد بها. إنه حقا مشروع لكل أفراد الجماعة بشاطرها وبديعها وعريانها وجزارها وكل أفرادها؛ ف«مصر» هى جماعته ومن حقه يؤدبها.. يحرقها.. يبيعها.. حقه. مصر بعد 30 يوليو 2012 وباعتبارها «جماعة» الجماعة أصبحت هى الخروف تتم التضحية به عندما تأمر «السلطانة الأم»، أمريكا، لأهداف كثيرة منها إرضاء ابنتها «المدللة» إسرائيل ولأنها تعمل بمبدأ «اكسر ضلع» للوطن ما يطلعلوش ولا ضلع.. الأهداف كثيرة المهم النتيجة. وأحيانا تكون مصر «خروف» لصالح الإخوة فى الإرهاب أو الإخوة فى «حماس». وناس كتير من عائلة العروسة مصر سابت كل حاجة وحزنت عندما اكتشفت أن الدكتور المهندس «أثناء» حديث «الفضيحة» عن سد النهضة على الهواء لا يجيد الحساب.. طلع ما بيعرفش يفك الأرقام، يعنى كمان أمية حسابية، يلا هى يعنى جت على دى؟ مصر بعد 30 يونيو 2012، بين ما حدث وما لم يحدث وما كان يجب أن يكون حدثت أشياء أخر ى، تغيرت الأهداف.. وتغيرت مصر ووصلت مع الجماعة إلى «سن اليأس» وما أصعب وصول وطن إلى اليأس. لا يوجد شىء مشترك بين مصر والجماعة؛ فلا يوجد «تكافؤ» وحيث لا يوجد تكافؤ فلن يكون هناك استمرار، فالتكافؤ هو سر النجاح. مصر كأنها تتكلم لغة والجماعة تتكلم لغة أخرى. احتياجات مصر بعيدة ومختلفة تماما عن احتياجات الجماعة و«النسب» زى اللبن أقل حاجة تعكره.. 30 يونيو 2013 سوف يعلن عموم الشعب المصرى «الخلع» على د. مرسى لتسترد مصر حريتها؛ لأن الجماعة رفضت الطلاق بالمعروف وتصر على العناد وتهدد بإدخال مصر إلى بيت الطاعة. اللجوء إلى الخلع طريقة شرعية ليرد عليه الشعب «حديقته» والصندوق الذى جاء به وإذا كان د. مرسى وجماعته يصدقون أن الحب هو ما حدث بينهم وبين مصر فيجب أن يصدقوا أن الخلع هو الحل.. وشعب مصر يريد أن يقول للبؤس ولليأس: تصبح على رحيل.