قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن الولاياتالمتحدة باتت تفضل الحكم العسكرى «سرا» بدلا من حكم الإخوان، لكن بشرط احترام حقوق الإنسان، فى الوقت الذى تعلن تأييد ما يأتى به الصندوق، فى حين صمتت تماما إزاء سياسة العسكر المعادية للديمقراطية، وأضافت: كشف نجاح الإخوان فى الانتخابات عن أولويات الإدارة الأمريكية، فعندما تقف أمام اختيار بين حكومة إسلامية منتخبة ديمقراطيا ونظام عسكرى استبدادى، فإنها تفضل الخيار الأخير، رغم حديثها عن تعزيز الديمقراطية، كما تظهر المساعدات العسكرية الأمريكية النفوذ الكبير الذى تتمتع به الولاياتالمتحدة على الجيش، وتابعت: يبدو أن رغبة أمريكا فى الإصلاح الديمقراطى تراجعت، وأنها قررت أن تقف إلى جانب الحكام المستبدين. وتابعت: المجلس العسكرى أدرك أنه لا يستطيع منفردا تسيير الحكم، وجماعة الإخوان المسلمين لديها طموح، لم يستوعبه الجيش فى حينه، لذا يسعى الآن لتشكيل سلطة لا تمس مصالحه السياسية والاقتصادية، أما الجماعة فأدركت أنها لا تتمتع بالشعبية الساحقة، التى كانت تعول عليها، مؤكدة أن سعيها للسيطرة على البرلمان أدى إلى حله فى النهاية، ما فرض عليها انتهاج لهجة أكثر تصالحا، مع القوى السياسية الأخرى، وقالت: فى النهاية قد يضطر الجانبان للاعتراف بأن حكم مصر لن ينجح إلا بتقاسم السلطة وليس بالاستيلاء عليها. وعن المستقبل القريب ذكرت الصحيفة أن فوز الدكتور محمد مرسى بالرئاسة، يعنى تولى الإخوان السلطة التنفيذية، وسيطرة العسكر على السلطة التشريعية والقضائية، ما يدخل الطرفين فى صراع شديد، يتم خلاله إهمال مشكلات البلاد مثل الصحة والعلاقات الخارجية، والأهم من ذلك الاقتصاد، وتشهد مصر مزيدا من الركود الاقتصادى والانقسام، كما يعنى فوز الفريق أحمد شفيق سيطرة العسكر على الدولة وضياع الثورة والعودة إلى حكم النظام القديم، لكنه سيتيح الفرصة للعسكر لتصحيح الأخطاء التى ارتكبوها فى اتفاق شراكتهم مع الإخوان.
