تعالت صيحات ملاك المحال التجارية ولاسيما الواقعة فى وسط البلد، لإيقاف الإضرابات والمظاهرات التى أثرت على تجارتهم بشكل واضح، وأصابتها بالشلل التام وكبدتهم خسائر عديدة نتيجة توقف حركة البيع والشراء، فيما رفعت معظم المحال التجارية لافتات «مغلق لإشعار آخر». وقال تجار «وسط البلد» إن العمال والموظفين لديهم يضطرون للتغيب عن العمل بسبب توقف المواصلات العامة وتعطلها كما أن المظاهرات فى مناطقهم تعنى إقفال تلك المناطق بأسرها. تقلبات عديدة شهدها الشارع التجارى خلال اليومين الماضيين، وتغيرات طرأت على موازين الربح والخسارة. وقال المهندس إبراهيم العربى رئيس الغرفة التجارية بالقاهرة، إن غالبية التجار فى منطقة وسط البلد وجهوا عدة رسائل للحكومة، أكدوا فيها أن الاعتصامات والاحتجاجات تحدث خسائر كبيرة وفادحة فى كافة القطاعات التجارية، وأضاف أن التجار يطالبون الحكومة بضرورة اتخاذ خطوات من شأنها حماية محلات ومخازن جميع التجار والحياة التجارية فى كافة المناطق بشكل عام، مشيرا إلى أن القطاع التجارى فى منطقة «وسط البلد» يشهد ركودا اقتصاديا نتيجة عزوف السياح والمواطنين عن الوجود والتسوق فى وسط البلد بسبب كثرة الاعتصامات والمظاهرات وتكرارها. وأكد «العربى» رفضه لأى اعتصام من شأنه الإضرار بمصالح المواطنين وتعطيل سير الحياة الطبيعية، لافتا إلى أهمية اختيار الأوقات والأماكن المناسبة للجميع فى الاعتصامات والمسيرات الاحتجاجية. وشدد على أن تجار وسط البلد مستمرون فى مطالبتهم الحكومة بضرورة اتخاذ إجراءات لحمايتهم والحفاظ على مصالحهم، بعد أن أصبحت الاعتصامات تمثل تهديدا واضحا لمصالحهم التجارية والاقتصادية، فيما يظل الوضع مرشحا للتدهور إذا ما حدثت أعمال شغب وساد السلب والنهب وخاصة للمحال والمخازن التجارية. وقال أشرف هلال، تاجر أدوات منزلية وكهربائية فى شارع عبدالعزيز، إن المحال التجارية خسرت أكثر من 90% من دخولها الإجمالية بسبب مظاهرات اليومين الماضيين، وأشار إلى أن حركة المبيعات انخفضت بنسب غير مسبوقة فى شارعى عبدالعزيز وحمام التلات، بحيث لا يوجد مشترٍ واحد فيهما معظم أوقات النهار. وأوضح أن إيراد محله التجارى خلال اليومين الماضيين لم يتجاوز 300 جنيه! وقال أحمد عياد صاحب محلات للملابس الجاهزة فى وسط البلد: «تم إغلاق المحال ورفع لافتة «مغلق» تحسبا وخوفاً من تكبد أى خسائر من تحطيم واجهات المحال إذا حدثت أعمال شغب»، مشيرا إلى أنه أغلق المحال «حتى إشعار آخر». ورفض محمد أحمد، صاحب أحد محال الملابس، غلق محله إلا أنه أكد أنه سيظل «متيقظا»، وإذا أحس بأى أعمال شغب أو بلطجة فسيغلق محله على الفور. وقال إن المحل يعمل بنصف طاقته، وهناك تغيب كثير من العاملين خاصة من السيدات، وذلك تحسبا لأى أعمال بلطجة، وأوضح أن مبيعات المحل خلال اليومين «زيرو»، أى ليست هناك مبيعات. وقال شريف يحيى، صاحب محلات «يحيى» للأحذية، إنه لم يغلق محلاته أيضاً، ولكنه اتخذ كافة الاحتياطات اللازمة تحسبا لأى تهديدات، وأضاف: «فتارين العرض للفرجة فقط وحجم المبيعات زيرو». ويرفض اللواء عفت عبدالعاطى، صاحب معرض سيارات بالشيخ ريحان، غلق معرضه، وقال: «أخذنا الاحتياطات اللازمة وهى فتح الباب الجانبى فقط من جملة 3 أبواب للمعرض تحسباً لأى أعمال شغب». واتفق معه صلاح عبدالهادى، صائغ فى عبدالخالق ثروت، فرفض الإغلاق مؤكدا عدم عرض محلاته لأى مشغولات ذهبية خلال هذه الفترة خوفاً من حدوث أعمال بلطجة. أما أحمد يحيى، صاحب سوبر ماركت، فقال: «لن نغلق المحال لأنها باب رزق»، مؤكداً أن عملية السحب على العصائر والمياه المعدنية والمثلجات تجاوزت مبيعاتها العادية بنسبة 50% مقارنة بمبيعات العام الماضى. وأشار إلى أن السحب على السلع الاستراتيجية بهدف التخزين لم يشهد أى ارتفاع يذكر، خاصة أن هناك وفرة فى المعروض، ولا يوجد أى اختناقات لانشغال المواطنين بالثانوية العامة، التى أرهقت الميزانية المصرية، كما أن ثبات ميزانية الأسرة المصرية لم يرفع الإقبال بشكل كبير. وقال الحاج رجب العطار، إن المشروبات الطبيعية ومحال العصائر هى الرابح الأكبر هذه الأيام، مشيراً إلى أن البيع والشراء وصل إلى الذروة، خاصة أن الأحداث الحالية والمظاهرات جاءت فى الصيف مما يزيد الإقبال على شراء المشروبات الطبيعية. وأضاف أن السحب على منتجات مثل العرقسوس والكركديه والتمر هندى والسوبيا وعصائر «تانج» بأنواعها، ارتفعت بنسبة 20% خلال اليومين الماضيين. وأكد الحاج حسين محمود صاحب محال «كشرى التحرير» عدم الإغلاق، مشيرا إلى زيادة الطلب على الكشرى بنسبة 20%. وعلى جانب آخر، تعانى كثيرا محلات الأطعمة التى تحمل علامات تجارية شهيرة، وقال مديروها إنها تكبدت خسائر كبيرة، وخاصة المحلات الموجودة بميدان التحرير بجوار الجامعة الأمريكية، وهى المنطقة العاصفة التى تتجمع فيها المظاهرات، حيث توجد محلات «كنتاكى» و«بيتزا هت» و«هارديز»، وتم إغلاق بعضها، فيما يعمل البعض الآخر لساعات قليلة، حيث سببت مظاهرات التحرير خسائر كبيرة لها، وانخفضت الإيرادات عدة آلاف من الجنيهات يوميا نتيجة تراجع الإقبال على تلك المحلات.