تصاعدت أزمة نقص مياه الري التي تشهدها المحافظات، وحذر المزارعون من بوار آلاف الأفدنة بسبب جفاف الترع، وكشف مزارعون بدمياط عن موت شتلات الأرز في 400 فدان بسبب نقص المياه، فيما أغلق فلاحو قرية بالمنوفية الترعة التي تمر بقريتهم لزيادة منسوبها وري أراضيهم، كما شهدت محافظتي القليوبيةودمياط انقطاع مياه الشرب ليوم كامل عن عدة مناطق، وهدد الأهالي بقطع الطرق في حال استمرار الأزمة. في أسيوط، اشتكى المزارعون من قلة مياه الري، وقال محمد كمال مزارع من ساحل سليم: "كنا في السابق نحصل على المياه للري بانتظام، ولكن الآن المياه لا تأتي إلا يومين كل 11 يوما، ولا تبقى إلا لفترات بسيطة، مما دفعنا للاعتماد على المياه الجوفية في ري الأراضي التي بها نسبة أملاح عالية، مما يؤدي إلى جفاف الزرع ويهدده بالتلف". وأضاف صابر خليفة، فلاح من أبوتيج أنهم يضطرون لشراء السولار من السوق السوداء مقابل جنيهين للتر، لتشغيل مواتير رفع المياه الجوفية، ما يمثل عبئا ثقيلا على الفلاح وزيادة في تكلفة زراعة الفدان. وفي المنوفية، كشف مزارعون عن عدم وصول مياه الري إلى الترع والقنوات الفرعية بالقرى والمدن بشكل منتظم، وانقطاعها بالكامل عن عدد من مناطق بالمحافظة بمراكز تلا ومنوف والبتانون وأشمون، مما يهدد ببوار مئات الأفدنة خاصة مع بداية موسم زراعة الذرة، مشيرين إلى أنهم يضطرون لري أراضيهم بمياه الصرف الصحي. وأغلق فلاحو قرية كفر طنبدي بمركز شبين الكوم، ترعة البتانونية المارة بالقرية، في محاولة لرفع منسوب المياه بها لري أراضيهم، كما تجمهر العشرات من أهالي قرية كفر زرقان التابعة لمركز تلا بمحافظة المنوفية، أمام ديوان عام المحافظة احتجاجا على عدم وصول المياه للترعة. وفي دمياط، حمل فلاحو قرية "الخياطة" معقل جماعة الإخوان بدمياط، الحكومة المسئولية عن موت الزراعات، وبوار 400 فدان منزرعة بالأرز، بسبب عجزهم عن ري أراضيهم، كما اشتكى أهالي كفر البطيخ من انقطاع مياه الشرب صباح اليوم، وهددوا بالخروج بتظاهرات احتجاجية حال استمرار قطعها لفترة طويلة. ودعا الأهالي الغاضبون للنزول يوم 28 يونيو القادم، والخروج بمسيرة تتحرك من مسجد النصر تجوب شوارع المركز للمطالبة بإسقاط النظام مع المشاركة بكل قوة لإسقاط الرئيس محمد مرسي يوم 30 يونيو. وفي القليوبية، اعترف المهندس محمد أحمد مرسي وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة بتفاقم أزمة مياه الري، مشيرا إلى أن الأزمة تتركز في مناطق نهايات الترع في جميع مراكز المحافظة. وقال إن المشكلة تتمثل في تأثير الأزمة على الانتاجية وليس موت الزراعات، فيما شهدت مراكز الخانكة وشبرا والخصوص وطوخ، انقطاع مياه الشرب بصورة متكررة طوال الأيام الثلاث الماضية، وأوضح الأهلي أن المياه تنقطع لفترات طويلة ثم تعود ساعة أو ساعتين فقط، ويكون الضخ ضعيفا للغاية. ودعت عدد من القرى، منها ترسا وقرقشندة وشبرا هارس للاعتصام أمام ديوان محافظة القليوبية، لحث المحافظ على التدخل وحل الأزمة، مهددين بقطع الطريق الزراعي واحتلال مقر الوحدة المحلية. من ناحية أخرى، كشف مصدر مسؤول بشركة المياه بطوخ، أن هناك أوامر بإغلاق المياه حتى لا تنفجر المواسير من شدة الضغط عليها.