اعتبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، تصريحات وزير الخارجية الأمريكية جون كيري الأخيرة بشأن الأزمة السورية "محاولة تسعى لتمهيد الطريق نحو طرح حلول ذات سقف منخفض". وقال الائتلاف في بيان له اليوم: "تأتي تصريحات كيري حول تأخر بلاده في التدخل ومن ثم تحذيره من مخاطر تفكك سورية؛ في محاولة تسعى لتمهيد الطريق نحو طرح حلول ذات سقف منخفض، رغم أن بلاده ساهمت في تدهور الوضع السوري باعترافه، من خلال الاكتفاء بدور المراقب، وتكريس استقالة المجتمع الدولي من تحمل المسؤوليات تجاه أفعال النظام الغاشم وعصبته الآمرة له وتلك المؤتمرة بأمره". وشدد على أن "وضع كل رهانات المجتمع الدولي في سلة الحل السياسي دون ضمان إيقاف آلة القتل في سورية؛ لن يشجع نظام الأسد على متابعة القتل وحسب، بل سيساهم في إضعافها (الرهانات) فاتحاً بذلك المجال أمام احتمالات لن تكون في مصلحة أحد". وأقر كيري في مؤتمر صحفي بالعاصمة الأمريكيةواشنطن أمس بأن الولاياتالمتحدة بدأت متأخرة ببذل الجهود لإنهاء الحرب في سوريا، مضيفا "نحاول منع العنف الطائفي من جر سوريا إلى انهيار كامل وتام، تتفكك فيه إلى جيوب وتدمر مؤسسات الدولة، ويعلم الله كم سيكون عدد اللاجئين الإضافيين، وكم عدد الأبرياء الذين سيقتلون". كان كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف، توصلا خلال لقائهما في موسكو مؤخرا إلى عقد مؤتمر دولي حول سوريا بجنيف - مرجح الشهر الجاري - ليجمع ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة للتوصل إلى حل سياسي ينهي الصراع الدامي الدائر منذ مارس 2011، استنادًا إلى اتفاق "مؤتمر جنيف 1". ويشترط الائتلاف أن يقوم المجتمع الدولي بالضغط على نظام الأسد لإيقاف أعمال العنف التي يتعرض لها المدنيون في مدينة القصير، وسط سوريا- على حد قول الائتلاف- قبل أن يؤكدوا مشاركتهم في مؤتمر "جنيف 2". واتفاق "جنيف 1" وضعته مجموعة العمل حول سوريا (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وتركيا ودول تمثل الجامعة العربية) في 30 يونيو2012، ويقضي بحل الأزمة سلميًّا عبر عملية سياسية تتضمن إجراء انتخابات برلمانية وتعديلات دستورية، غير أنها لم تشر إلى رحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد.